مقدمة الطبعة الثانية
***************
الكتابة عن إمامنا المبرور العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس ليست بالأمر الهين الميسور على كل كاتب، لاعتقادي أنه لا يكتب عن العظيم إلا العظيم.
ورغم طول المدة على وفاته، ومع سطوع شمس الحرية على بلادنا لم يكتب أحد عنه، ليجلى للناس عظمته، وبعض أفضاله على النهضة المغربية بصفة عامة، وعلى الأمة الجزائرية بصفة خاصة.
وسمعنا أن العلامة البشير الإبراهيمي عزم على الكتابة عنه، وتهيأ لذلك، ولكن يبدو أن مشاغل وعوائق حالت دون أن يكتب بقلمه البليغ، مما رأى وسمع وشاهد، وما راء كمن سمعا، حتى لحق هو الآخر بربه رحمهما الله رحمة واسعة.
ويتعذر على الكاتب العادي أن يلم ببعض جوانب العظمة في هذا العبقري المخلص، وحسبه أن يشير إلى تلك الآفاق السامقة مجرد إشارة، كالشعاع الذي يشق الحجب منبثقا من الشمس فيهدي كما تهدي، ويدل عليها وإن كان بعضا منها.
عرفت الإمام في حداثة سني، حين عزفت عن التعليم الابتدائي