اسم الکتاب : العقيدة السلفية فى كلام رب البرية وكشف أباطيل المبتدعة الردية المؤلف : الجديع، عبد الله الجزء : 1 صفحة : 201
وفارقَه لَما صَحَّتْ إضافَتُهُ إليه إضافةَ الصِّفَةِ إلى الموصوفِ.
وهذا الكلامُ بعَيْنِهِ هو الذي في مَصاحفِ المُسلمينَ بلا شَكٍّ ولا ريبٍ، خِلافاً لِلَّفظيةِ من الأشعريةِ وغيرهم القائلينَ بأنَّ ما في المَصاحفِ دلالةٌ على كلام الله، وليسَ هو كلامَ الله، وقد قالَ الله تعالى: {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ [78] لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} فأبان أنَّ كلامَه الذي هو وحيُهُ وتنزيلُهُ يكونُ في الكتاب المكنونِ، فكذلك كونُه في المَصاحفِ، ونحنُ لا نعلَمُ القرآنَ إلاَّ هذا العربيَّ المنزَلَ، وهو الذي سمَّاه الله تعالى كلامَه.
وقَدْ قالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-:
"لا تُسافِروا بالقرآن إلى أرْضِ العَدُوّ، فإنِّي أخافُ أن ينالَهُ العدوُّ" [78].
ولا خِلافَ في أنَّ النَّهيَ عن السَّفر بالقرآن، إنَّما هو النَّهْيُ عن السَّفَرِ [78] حديث صحيح.
أخرجه مالك2/ 446 والشافعي رقم (1149، 1150) وأحمد رقم (4507، 4525، 4576، 5170، 5293) والبخاري 6/ 133 ومسلم رقم (1869) وأبو داود رقم (2610) والنسائي في "فضائل القرآن" -من "الكبرى"- رقم (85) وابن ماجة رقم (2879، 2880) من طرق عن نافع عن ابن عمر به مرفوعاً.
وتابع نافعاً عليه عبد الله بن دينار، أخرجه أحمد رقم (6124) وابن أبي داود في "المصاحف" ص: 183 بسند صحيح عنه.
وكذا تابعه سالم عن أبيه، أخرجه ابن أبي داود ص: 179 - 180 بسند صالح في المتابعات.
وهذا حديث جليل قد أفردت الكلام عليه إسناداً ومتناً في جزء.
اسم الکتاب : العقيدة السلفية فى كلام رب البرية وكشف أباطيل المبتدعة الردية المؤلف : الجديع، عبد الله الجزء : 1 صفحة : 201