اسم الکتاب : المولد النبوي هل نحتفل المؤلف : شحاتة صقر الجزء : 1 صفحة : 35
قَدْحٌ في محبة العبد لنبيه الكريم - صلى الله عليه وآله وسلم -؛ إذ هذا اليوم ـ بالإجماع ـ هو اليوم الذي توفي فيه النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فكيف يفرح فيه؟
وأما يوم مولده فمختلف فيه، فكيف تكون عبادة عظيمة تقرب إلى الله واليوم الذي يحتفل فيه غير مجزوم به.
وقد قال ابن الحاج في كلامه على عمل المولد: «العجب العجيب كيف يعملون المولد بالمغاني والفرح والسرور لأجل مولده - صلى الله عليه وآله وسلم -، في هذا الشهر الكريم وهو - صلى الله عليه وآله وسلم - فيه انتقل إلى كرامة ربه ـ عز وجل ـ وفجعت الأمة وأصيبت بمصاب عظيم لا يعدل ذلك غيرها من المصائب أبدًا، فعلى هذا كان يتعين البكاء والحزن الكثير وانفراد كل إنسان بنفسه لِمَا أصِيبَ به، لقوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «لِيُعَزِّ الْمُسْلِمِينَ فِى مَصَائِبِهِمُ الْمُصِيبَةُ بِى» [1]، فلما ذكر - صلى الله عليه وآله وسلم - المصيبة به ذهبت كل المصائب التي تصيب المرء في جميع أحواله وبقيت لا خطر لها. [1] رواه الإمام مالك في الموطأ، وصححه الألباني، وقي رواية: «إِذَا أُصِيبَ أَحَدُكُمْ بِمُصِيبَةٍ، فَلْيَذْكُرْ مُصِيبَتَهُ بِي، فَإِنَّهَا أَعْظَمُ الْمَصَائِبِ عِنْدَهُ». (رواه الدارمي، وعبد الرزاق في المصنف، والطبراني في المعجم الكبير، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (3/ 97) برقم 1106).
اسم الکتاب : المولد النبوي هل نحتفل المؤلف : شحاتة صقر الجزء : 1 صفحة : 35