اسم الکتاب : النص الكامل لكتاب العواصم من القواصم المؤلف : ابن العربي الجزء : 1 صفحة : 8
الأثنينية [1] عليه دليلا وبرهانا، وفطر الآدمي، فركب عليه وفيه، الازدواج ابتلاء، يختلف به الحال استفالا، واعتلاء، إشكالا [2]، وجلاء، نعمة، وبلاء، قبولا، وإباء [3]، ليرفعه [4] في عليين، أو يقذفه في سجين، قال سبحانه: {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين} [التين: [5]] علمه البيان، بين منزلتي الدليل والعيان، وجعل فيه حقائق [و[2] أ] تشترك مع صفاته العلى، وأسمائه الحسنى، في الحد، وينفرد [5] عنها بالتعالي والجد: ذلك ليستدل بها عليه، ويرجع في تحصيل العرفان [6] إليه.
وخلق له الملك، والشيطان، وأخبر الصادق واسطته (7) وسطته، أن العبد بين لمتين [8] منهما يجتذبه [9]، كل [10] واحد [11] إلى جهته، ويحاول [12] وضعه في حصته، وتحصيله في زمرته.
والرب قد أحكم العاقبة بحكمته، وأظهر هذا التدبر بقدرته، وأنشأ فيه العقل والهوى، وخلق له الضلالة والهدى، وشرح [13] له النجدين استدراجا ليرد، وشرع له الدين منهاجا ليقارب ويسدد، وجعل [14] على كل واحد من الطريقين علما، ونصب عليه مناديا، فمنهم من تعرف فأجاب وعرف، ومنهم من صدف فأبى وحرف، والخير والشر مقرونان في قرن [15]، والعقل والهوى معقودان في شطن [16]، والدليل والشبهة يتجاذبان [17] في [1] ج: الأثنية. [2] ب، ج، ز: امتحالا، وأثبت الشيخ ابن باديس في المتن كلمة "اختفاء" بدل "امتحالا" التي هي في متن المخطوط الذي اعتمد عليه. [3] ب، ج، ز؛ - قبولا، وإباء. [4] ج، ز: يرفعه. [5] ب، ج، ز: وتنفرد. [6] ج: الفرقان.
(7)، بواسطته. [8] لمتين مثنى لمة، وهي الشدة، والشعر المجاور شحمة الأذن والمراد به هنا الخاطرة. [9] ب: تجتذبه. [10] ج: وكل. [11] ب: واحدة. [12] ب: وتحاول. [13] د: وشرع. [14] ب، ج، ز: + له. [15] الحبل المفتول من لحاء الشجر. [16] الحبل الطويل. [17] ب، ج، ز: يتحاربان، وعلق ابن باديس في الهامش على ذلك بـ (أو يتجاريان).
اسم الکتاب : النص الكامل لكتاب العواصم من القواصم المؤلف : ابن العربي الجزء : 1 صفحة : 8