اسم الکتاب : النص الكامل لكتاب العواصم من القواصم المؤلف : ابن العربي الجزء : 1 صفحة : 43
كذلك [1] النظر في العقائد الدينية يفضي [2] إلى يقين.
فإن قال: فلم اختلف الخلق فيه؟ قلنا: ليس خلاف من خالف في الحق مبطلا له، إنما علينا أن نعرض عليه الفصول في الأصول [3]، حتى يقف على فائدة الدليل، ونحن نقرر لكم، فنقول: إن معظم اختلاف النظار بالحقيقة، في العقائد، ليس [4] اختلافهم [5] في القواعد، وإنما ذلك لعسر الطريق [6]، وكثرة العوائق، وكلال الخاطر، وضعف الهمة [7]، وقلة الرغبة، واحتقار الفائدة، وإحدى هذه تبطل الأرض، وإن الله شاء ببالغ حكمته، ونافذ قدرته، أن يجعل الخلق فريقين، كما بينا [و 16 أ]، ويقسمهم إلى الهدى والضلال، وقسم علمه فيهم إلا الجلي [8] الطريق والخفي [9] الطريق، ووضعه درجات، ليظهر شرف علمه، ولينزل كل أحد منهم في درجة، حتى يتفاضل [10] الخلق، كما كتبه لهم، وأراده منهم، وإلا فأي دليل لم يوصل إلى مدلول؟ {قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين} [النمل: 64]. والنظر في التفصيل، يبين التحصيل، وهذا كله مجاهدة على الدين، وحيل [11] في هدم قواعد الشرائع، من الإباحية والتعطيلية [12]. [1] ج، ز: - كذلك. [2] د: تفضي. [3] ب، د، ز: الوصول. [4] د: - ليس. [5] د: لاختلافهم. [6] د: النظر. [7] ب: المنة. [8] ص، ز: أجلى. [9] ج، ز: أخفى. [10] ج، ز: تتفاضل. [11] ب: حيد. [12] ج: والتعصيلية.
اسم الکتاب : النص الكامل لكتاب العواصم من القواصم المؤلف : ابن العربي الجزء : 1 صفحة : 43