responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النص الكامل لكتاب العواصم من القواصم المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 214
ثم نعطف عنان القول فنقول: قوله: {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة} وأنتم قد قلتم: إنه أكبر من العرش مقدارا، كيف يشتمل [1] عليه ظل الغمام؟ وكيف يأتي الحق مع الخلق يوم الفصل أو يأتي البنيان وهو أكبر من العرش، والعرش أكبر من السموات والأرض؟ وقوله: {الرحمن على العرش استوى} يقال لهم: قال الله: {ثم استوى على العرش} ما العرش؟ وما معنى استوى؟ وينبغي أن تعلموا كلكم أنتم وهم قبل وبعد أن بناء "ظ هـ ر" مفيد في العربية لكل شيء خرج عن حد الخفاء والجهل إلا العلم، كان من المحسوس يخفى على البصر والسمع وسائر الحواس، أو من المعاني يخفى [2] على العقل. فاحذروا من يأخذ الظاهر فيجعله في حد الباطن بتأويله له، أو يحكم بظاهر على معنى هو خفي، فلما قال: {الرحمن على العرش استوى} كان معناها هنا في المطلوب ثلاثة [3] معان: معنى الرحمن، ومعنى استوى، ومعنى العرش، فأما الرحمن فمعلوم لا خلاف فيه ولا كلام. وأما العرش فهو في العربية لمعان فأيها تريدون، وكذا استوى عليه، يحتمل [4] خمسة عشر معنى في اللغة، فأيها تريدون؟ أو أيها تدعون ظاهرا منها؟ ولم قلتم: إن العرش ها هنا المراد به مخلوق مخصوص؟ فادعيتموه على العربية والشريعة، ولم قلتم: إن معنى استوى، قعد أو جلس؟ فتحكمون باتصاله به، ثم تقولون إنه أكبر منه من غير ظاهر، ولم يكن عظيما بقدر [5] جسمي حتى تقولوا: إنه أكثر [6] أجزاء منه. ثم تحكمكم [7] بأنه أكبر منه بأربع أصابع، تحكم لا معنى له. وكنت أقضي عجبا من هذه النازلة حتى وردت من المشرق سنة خمس وتسعين [8] فرأيت غريبة مغربية دفعها [9] إلي عبد الله [10] بن منصور القاضي، فيها كلام لبعض منتحلي صناعة الكلام

[1] ب: يشمل.
[2] ز: كتب على الهامش: خفي عن العقل.
[3] كذا في جميع النسخ.
[4] ب: ولفظ استوى معه محتمل.
[5] ز: بقدرن.
[6] ب: أكبر.
[7] ب: تحكمهم.
[8] أي سنة 495 هـ.
[9] ز: في الهامش: عله: رفعها.
[10] ب، ز: كتب على الهامش: في نسخة: عبد الملك.
اسم الکتاب : النص الكامل لكتاب العواصم من القواصم المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 214
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست