responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوحي والإنسان - قراءة معرفية المؤلف : محمد السيد الجليند    الجزء : 1  صفحة : 64
بالقلب، كما قال تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا} [الحج: 46] . وقيل لابن عباس: بماذا نلت العلم؟ قال: "بلسان سئول, وقلب عقول".
وليس المقصود بالقلب هنا العضو المادي في الإنسان, ولكن المراد منه الوظيفة الإدراكية لهذا العضو, كما قال: {فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج: 46] .
ومن المهم أن ننبه هنا إلى أن العمل يدخل في مفهوم العقل عند السلف. ذلك أن كل عمل تسبقه إرادة، وأصل الإرادة ومحلها في القلب، والإنسان لا يكون مريدا إلا بعد تصور المراد وتعقله وتحديد مقصوده منه. فلا بد أن يكون القلب متصورا للشيء المراد قبل تحققه واقعا، يقول ابن تيمية: وإذ قد خلق الله القلب لأن يعلم به, فتوجهه نحو الأشياء ابتغاء العلم بها هو الفكر والنظر، كما أن إقبال الإذن على الكلام ابتغاء سماعه هو الإصغاء وانصراف الطرف إلى الأشياء ابتغاء رؤيتها هو النظر. فالفكر للقلب كالإصغاء للأذن، والبصر للعين. وإذا علم ما نظر فيه فذاك مطلوبه ... وكم من ناظر مفكر لم يحصل العلم ولم ينله، وعكسه كم من أوتي علما بشيء لم ينظر فيه ولم تسبق إليه منه سابقة تفكير فيه ... وذلك كله ليس لأن القلب بنفسه يعقل العلم وإنما الأمر موقوف على شرائط واستعدادات قد تكون فعلا للإنسان ومطلوبا له، وقد تكون فضلا من الله فيكون

اسم الکتاب : الوحي والإنسان - قراءة معرفية المؤلف : محمد السيد الجليند    الجزء : 1  صفحة : 64
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست