responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوحي والإنسان - قراءة معرفية المؤلف : محمد السيد الجليند    الجزء : 1  صفحة : 33
ومن الناس من يؤمن بوجود الخالق, لكنه لا يعبده بل يخص غيره بالعبادة، وقد يعبده مع غيره من الشركاء, كالأصنام، أو الكواكب، أو بعض المخلوقات، فهؤلاء يثبتون وجود الرب الخالق لكنهم أشركوا معه غيره في عبادته، ولم تستوعب عقولهم إخلاص العبادة للخالق وحده, وقالوا لرسله متعجبين: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ، وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ، مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلاقٌ} [ص: 5-7] وكانت هذه الحجة تتكرر على ألسنة الأمم المختلفة مع رسل الله في كل عصر، وكما كانت دعوة كل الرسل: {يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [الأعراف: 59] كانت حجة المشركين في كل أمة: {أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا} [الأعراف: 70] .
ومن اللافت للنظر أيضا أننا لم نجد في تاريخ الرسل من دعا قومه إلى الإيمان بوجود الخالق، وإنما كانت دعوة جميع الرسل هي إخلاص العبادة لله وحده، ذلك أن منكري وجود الخالق كانوا قلة كما سبق أن أشرنا إلى ذلك، ومن هنا لم يعبأ بهم التاريخ وإنما كانت قضية الرسل الأولى: رفع الشرك في العبودية بحيث لا يعبد إلا الله وحده, واكتفى القرآن الكريم في رده على منكري الخالق بعبارات موجزة لكنها جامعة, فقال لهم: {فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ

اسم الکتاب : الوحي والإنسان - قراءة معرفية المؤلف : محمد السيد الجليند    الجزء : 1  صفحة : 33
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست