اسم الکتاب : تهذيب اقتضاء الصراط المستقيم المؤلف : شحاتة صقر الجزء : 1 صفحة : 274
ثم قال: {وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللهُ سَيُؤْتِينَا اللهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ} [التوبة:59] فجعل الفضل لله، وذكر الرسول في الإيتاء، لأنه لا يباح إلا ما أباحه الرسول، فليس لأحد أن يأخذ ما تيسر له إن لم يكن مباحا في الشريعة. ثم قال: {إِنَّا إِلَى اللهِ رَاغِبُونَ} [التوبة:59] فجعل الرغبة إلى الله وحده، دون ما سواه.
كما قال: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} [الانشراح:7، 8] فأمر بالرغبة إليه. ولم يأمر الله قط مخلوقاً أن يسأل مخلوقاً، وإن كان قد أباح في موضع من المواضع ذلك، لكنه لم يأمر به، بل الأفضل للعبد أن لا يسأل قط إلا الله.
كما ثبت في الصحيح في صفة الذين يدخلون الجنة بغير حساب: «هم الذين لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون» [البخاري5705، مسلم218] فجعل من صفاتهم أنهم لا يسترقون: أي لا يطلبون من غيرهم أن يرقيهم.
وقد قال - صلى الله عليه وسلم - لابن عباس - رضي الله عنه -: «إذا سألتَ فاسأل الله، وإذا استعنتَ فاستعن بالله» [الترمذي2648وصححه الألباني] فهو الذي يُتَوكل عليه، ويُستعان به، ويُستغاث به، ويُخاف ويُرجى،
اسم الکتاب : تهذيب اقتضاء الصراط المستقيم المؤلف : شحاتة صقر الجزء : 1 صفحة : 274