اسم الکتاب : ثقة المسلم بالله تعالى في ضوء الكتاب والسنة المؤلف : الرومي، محمد بن إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 86
إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ} [1]. وقال جل شأنه: {وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ} [2]. وقال جل شأنه في بيان شح الإنسان وبخله: {قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا} [3].
2 - أثر ثقة المسلم بالله في التكفل بالرزق:
إن ثقة المسلم بالله تعالى أنه المتكفل برزقه لها الكثير من الآثار الطيبة، ومن أبرز ذلك:
أ - تحري الحلال في كسب الرزق:
فطالما علم المسلم أن رزقه بيد الله عزَّ وجلَّ، ووثق أن الله ضامن له رزقه فإنه بلا شك سيجتهد في تحري الحلال في طلب الرزق؛ قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [4].
قال الشيخ السعدي رحمه الله: «هذا أمر منه تعالى لرسله بأكل الطيبات، التي هي الرزق الطيب الحلال، وشكر الله، بالعمل الصالح، الذي به يصلح القلب والبدن، والدنيا والآخرة، ويخبرهم أنه بما يعملون عليهم، فكل عمل عملوه، وكل سعي اكتسبوه، فإن الله يعلمه، وسيجازيهم عليه أتم الجزاء وأفضله، فدل هذا على أن الرسل كلهم، متفقون على إباحة الطيبات من المآكل، وتحريم الخبائث منها، وأنهم متفقون على كل عمل صالح وإن تنوعت بعض أجناس المأمورات، واختلفت بها الشرائع، فإنها كلها عمل صالح، ولكن تتفاوت بتفاوت الأزمنة» [5]. [1] سورة الحجر، الآية: 21. [2] سورة المنافقون، الآية: 7. [3] سورة الإسراء، الآية: 100. [4] سورة المؤمنون، الآية: 51. [5] تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي، تحقيق: د. عبد الرحمن بن معلا اللويحق، ص 553.
اسم الکتاب : ثقة المسلم بالله تعالى في ضوء الكتاب والسنة المؤلف : الرومي، محمد بن إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 86