اسم الکتاب : ثقة المسلم بالله تعالى في ضوء الكتاب والسنة المؤلف : الرومي، محمد بن إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 8
فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ} [1].
ونبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - كان على ثقة كاملة بالله تعالى ولا أدل على ذلك ما كان في هجرته - صلى الله عليه وسلم - من مكة إلى المدينة واختبائه بغار حراء، ومع قرب المشركين منه - صلى الله عليه وسلم - يثق أن الله سينجيه منهم ويقول لأبي بكر - رضي الله عنه -: ما ظنك باثنين الله ثالثهما.
فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - حدثه قال: «نظرت إلى أقدام المشركين على رؤوسنا ونحن في الغار فقلت يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميه أبصرنا تحت قدميه فقال يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما» [2].
وقد نص الله تعالى على ذلك إذ قال سبحانه وتعالى: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [3].
والثقة أيضاً صفة من صفات الأولياء الصادقين؛ قال يحيى بن معاذ رحمه الله: «ثلاث خصال من صفة الأولياء: الثقة بالله في كل شيء، والغنى به عن كل شيء، والرجوع إليه من كل شيء» [4]. [1] سورة الأنبياء، الآيات: 68 - 70. [2] أخرجه البخاري، كتاب: التفسير، باب: سورة براءة، رقم 4386، وأخرجه مسلم، كتاب: فضائل الصحابة، باب: من فضائل أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -، رقم 4389. [3] سورة التوبة، الآية: 40. [4] شعب الإيمان، أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخسروجردي الخراساني، أبو بكر البيهقي، حققه وخرج أحاديثه: د. عبد العلي عبد الحميد حامد 2/ 354، ط/ 1، مكتبة الرشد بالرياض بالتعاون مع الدار السلفية ببومباي بالهند: 1423 هـ - 2003 م.
اسم الکتاب : ثقة المسلم بالله تعالى في ضوء الكتاب والسنة المؤلف : الرومي، محمد بن إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 8