responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثقة المسلم بالله تعالى في ضوء الكتاب والسنة المؤلف : الرومي، محمد بن إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 71
والرزق من الأوثان غير معلوم فقال: {لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا} لعدم حصول العلم به وقال: {فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ} الموعود به، ثم قال: {وَاعْبُدُوهُ} أي اعبدوه لكونه مستحقًّا للعبادة لذاته واشكروا له أي لكونه سابق النعم بالخلق وواصلها بالرزق {إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} أي اعبدوه لكونه مرجعاً منه يتوقع الخير لا غير) [1].
ونص الله سبحانه في القرآن الكريم أنه رزاق يرزق الخلق كلهم لا فرق بين بر وفاجر، ومؤمن وكافر، وأن المطلوب منهم ليس تدبير الأرزاق، وإنما عبادة الخلاق قال الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [2].
قال الماوردي رحمه الله: «فيه خمسة تأويلات:
أحدها: إلا ليقروا بالعبودية طوعًا أو كرهًا، قاله ابن عباس رضي الله عنهما.
الثاني: إلا لآمرهم وأنهاهم، قاله مجاهد رحمه الله.
الثالث: إلا لأجبلهم على الشقاء والسعادة، قاله زيد بن أسلم رحمه الله.
الرابع: إلا ليعرفوني، قاله الضحاك رحمه الله.
الخامس: إلا للعبادة، وهو الظاهر، وبه قال الربيع بن أنس رحمه الله.
وقوله تعالى: {مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: ما أريد أن يرزقوا عبادي ولا أن يطعموهم.
الثاني: ما أنفسهم، قاله أبو الجوزاء.

[1] مفاتيح الغيب، الإمام محمد بن عمرو المعروف بفخر الدين الرازي 25/ 38، ط/ دار إحياء التراث العربي، بيروت.
[2] سورة الذاريات، الآيات: 56 - 58.
اسم الکتاب : ثقة المسلم بالله تعالى في ضوء الكتاب والسنة المؤلف : الرومي، محمد بن إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 71
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست