اسم الکتاب : ثقة المسلم بالله تعالى في ضوء الكتاب والسنة المؤلف : الرومي، محمد بن إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 131
المبحث السادس
ثقة المسلم بالله تعالى في إنفاذ وعده سبحانه
ومن ثقة المسلم بالله تعالى أنه يثق أن بالله عزَّ وجلَّ في إنفاذ وعده الذي وعده لعباده، وفي ضوء هذا الوعد يتحرك المسلم في الحياة.
1 - الثقة في أن وعد الله سبحانه لا يتخلف:
أشار القرآن الكريم في كثير من الآيات إلى أن الله عزَّ وجلَّ لا يخلف الميعاد، ومن ذلك قوله تعالى: {رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ} [1].
قال ابن كثير رحمه الله: «وقوله: {رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ} أي: يقولون في دعائهم: إنك - يا ربنا - ستجمع بين خلقك يوم معادهم، وتفصل بينهم وتحكم فيهم فيما اختلفوا فيه، وتجزي كلاً بعمله، وما كان عليه في الدنيا من خير وشر» [2].
وقال سبحانه: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآَنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْئَسِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَاتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ} [3].
قال د. وهبة الزحيلي: «وقوله: {وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا ...} أي: لا تزال القوارع والبلايا من القتل والأسر، والسلب تصيب الكافرين في الدنيا بسبب تكذيبهم لك وتماديهم في الكفر، أو تصيب من حولهم ليتعظوا ويعتبروا، [1] سورة آل عمران، الآية: 9. [2] تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، تحقيق: سامي بن محمد سلامة، 2/ 15. [3] سورة الرعد، الآية: 31.
اسم الکتاب : ثقة المسلم بالله تعالى في ضوء الكتاب والسنة المؤلف : الرومي، محمد بن إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 131