responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دراسات في التصوف المؤلف : إحسان إلهي ظهير    الجزء : 1  صفحة : 198
{إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا {107} وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا {108} وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا {109} [1].

والذين {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} [2].

وعلى هذا السماع كان أصحاب رسول الله يجتمعون , ولا على ذلك كما قال شيخ الإسلام بن تيمية:

" فأما السماع الذي شرعه الله تعالى لعباده , وكان سلف الأمة من الصحابة والتابعين وتابعيهم يجتمعون عليه لصلاح قلوبهم وزكاة نفوسهم فهو سماع آيات الله , وهو سماع النبيين والمؤمنين وأهل العلم وأهل المعرفة ... وعلى هذا السماع كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتمعون , وكانوا إذا اجتمعوا أمروا واحداً منهم أن يقرأ والباقون يستمعون وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول لأبي موسى:
يا أبا موسى: ذكرنا ربنا , فيقرأ وهم يستمعون. وهذا هو السماع الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يشهده مع أصحابه , ويستدعيه منهم , كما في الصحيح عن عبد الله بن مسعود قال: " قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أقرأ عليّ القرآن) , قلت: أقرأه عليك وعليك أنزل؟ فقال: (إني أحب أن أسمعه من غيري) , فقرأت عليه سورة النساء حتى وصلت إلى هذه الآية {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} قال: (حسبك) فنظرت إليه فإذا عيناه تذرفان "

وأما سماع المكاء والتصدية وهو التصفيق بالأيدي , والمكاء مثل الصفير ونحوه , فهذا هو سماع المشركين الذي ذكره الله تعالى في قوله {وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية} فأخبر عن المشركين أنهم كانوا يتخذون التصفيق باليد. والتصويت بالفم قربة وديناً. ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يجتمعون على مثل هذا السماع ولا حضروه قط ...

[1] سورة الإسراء الآية 107 , 108 , 109.
[2] سورة المائدة الآية 83.
اسم الکتاب : دراسات في التصوف المؤلف : إحسان إلهي ظهير    الجزء : 1  صفحة : 198
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست