اسم الکتاب : دراسات في التصوف المؤلف : إحسان إلهي ظهير الجزء : 1 صفحة : 163
الصفاء فأدركت به منازل الرضاء , وأخرجني إلى رياض التنزه والفضاء " [1].
وهناك كلام القشيري في رسائلة كاد أن يكون جامعاً وشاملاً لهذه المعاني كلها حيث يقول تحت عنوان " ما السماع ":
" السماع إدراك الغيوب بسمع القلوب بفهم الفؤاد لحقائق المراد , الوقوف على إشارات الحق عند وجود عبارات الخلق , الترقي مما يقرع سمع الظاهر إلى ما يوجب جمع السرائر إصغاء القلب إلى خطاب الغيب , إشارات ترد على الأسرار عند عبارات تسمع من الأغبار إنطلاق لسان السرائر إذا سكت لسان الظواهر , جريان لسان الفؤاد والعبد ساكت بين العباد , مفاوضة الأحباب وسكوت اللسان عن الخطاب.
السماع من موجبات الرأفة ومذهبات الكلفة , السماع سفير يؤدي إليكم رسائل الغيب بحسن التولي , غذاء الأرواح وشفاءها , روح القلوب وصفاءها , لطائف الغيب وزوائده , نتائج القرب وعوائده.
السماع يبرز كل وجد كامن ويزعج كل قلب ساكن , السماع مبهج لقوم ومزعج لقوم لأنه يفيد قوماً وبيد قوماً من إفادة أبهجة وأصحاه ومن إبادة أزعجه - أو لأم محاه - السماع غريم لا يرضى من الفقير إلا ببذل الروح لكنه يغنيه عن نيل كل ممنوع , السماع يقضي ويقتضي , يقضي كل كاتم ويملك السمع حتى لا يدخله لوم لائم , السماع تذكير ما سلف لك يوم الميثاق فيثير منك كوامن الاشتياق السماع معنى يصادفك بغتة ثم يفارقك فلتة فلا لوروده سبب ولا لزواله موجب يحتسب , السماع غيور لا يرضى بدون قتلك لكنه يتلطف في اقتاصك بخلتك " [2].
فهذا هو السماع عند القوم , لخصناه من الكتب الموثوقة المعتمدة لديهم. [1] إحياء علوم الدين للغزالي ج 2 ص 267. [2] رسالة في السماع ضمن الرسائل القشيرية ص 50 وما بعد - نشر المعهد المركزي للأبحاث الإسلامية إسلام آباد باكستان.
اسم الکتاب : دراسات في التصوف المؤلف : إحسان إلهي ظهير الجزء : 1 صفحة : 163