responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دراسات في التصوف المؤلف : إحسان إلهي ظهير    الجزء : 1  صفحة : 155
هؤلاء الفقهاء - معنى قوله تعالى:
{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} كما قال له صلى الله عليه وسلم ربه - عز وجل - عند ذكره الأنبياء والرسل عليهم السلام: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}.
فأغلق الفقهاء هذا الباب من أجل المدعين الكاذبين في دعواهم.
ونعم ما فعلوا , وما على الصادقين في هذا من ضرر, لأن الكلام والعبارة عن مثل هذا ما هو ضربة لازب. وفيما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك كفاية لهم.
فيوردونها, يستريحون إليها: من تعجب , وفرح , وضحك وتبشبش , ونزول , ومعية , ومحبة , وشوق , وما أشبه ذلك مما لو انفرد بالعبارة عنه الولي كفر, وربما قُتل.
(303) وأكثر علماء الرسوم عدموا علم ذلك ذوقًا وشربًا. فأنكروا مثل هذا من العارفين , حسدًا من عند أنفسهم. إذ لو استحال إطلاق مثل هذا على الله تعالى , ما أطلقه على نفسه , ولا أطلقته رسله - عليهم السلام - عليه. ومنعهم الحسد أن يعلموا أن ذلك رد على كتاب الله, وتحجير على رحمة الله أن تنال بعض عباد الله, وأكثر العامة تابعون للفقهاء في هذا الإنكار , تقليدًا لهم , بل بحمد الله أقل العامة ... فانظر ما يقاسيه في نفسه العالم بالله. فسبحان من أعمى بصائرهم علماء الرسوم , حيث أسلموا وسلموا , وآمنوا بما به كفروا, فالله يجعلنا ممن عرف الرجال بالحق , لا ممن عرف الحق بالرجال [1].
" إنما كان الناس ينكرون على أهل الله تعالى علومهم لأنها جاءت أصحابها من طرق غريبة غير مألوفة, وهي طرق الكشف, وأكثر علوم الناس إنما جاءتهم من طريق الفكر, فلذلك كانوا ينكرون كل ما جاءهم من غير هذا الطريق , وما كل أحد يقدر على جلاد مرآة قلبه بالمجاهدة والرياضة حتى يصير يفهم كلام أهل الله, ويدخل دائرتهم , ولكن لله في ذلك حكم وأسرار [2].
وأيضًا " لقد وقع لنا وللعارفين أمور ومحن بواسطة إظهارنا المعارف والأسرار,

[1] ((الفتوحات المكية)) لابن عربي السفر الرابع ص221 إلى 227 ط الهيئة المصرية العامة ايضًا.
[2] أيضًا الباب الثامن والثلاثون والأربعمائة نقلا عن ((اليواقيت والجواهر)) للشعراني ج1 ص25.
اسم الکتاب : دراسات في التصوف المؤلف : إحسان إلهي ظهير    الجزء : 1  صفحة : 155
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست