responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دراسات في التصوف المؤلف : إحسان إلهي ظهير    الجزء : 1  صفحة : 133
وبلغت بهم الجرأة والكراهة للحديث وأهلة إلى أن قالوا: إن رجلا استشار معروفًا الكرخي في صحبة إمام أهل السنة أحمد بن حنبل فقال له جوابه:
" لا تصحبه , فإن أحمد صاحب حديث , وفي الحديث اشتغال بالناس , فإن صحبته ذهب ما تجد في قلبك من حلاوة الذكر وحب الخلوة [1].
وابن عجيبة الحسني يحذر من مجالسة العلماء والاستماع إليهم بقوله:
" الجلوس معهم اليوم أقبح من سبعين عاميًّا غافلا وفقيرًا جاهلا , لأنهم لا يعرفون إلا ظاهر الشريعة , ويرون أن من خالفهم في هذا الظاهر مخطئ أو ضال , فيجهدون في رد من خالفهم , يعتقدون أنهم ينصحون وهم يغشون. فليحذر المريد من صحبهم والقرب منهم ما استطاع. فإن توقف في مسألة ولم يجد من يسأل عنها من أهل الباطن فليسأله على حذر , ويكون معه كالجالس مع العقرب والحية. والله ما رأيت أحدًا من الفقراء قرب منهم وصحبهم فأفلح أبدًا في طريق الخصوص " [2].
وهذا مع إدعائهم " علمنا هذا مؤيد بالكتاب والسنة " [3].
والجدير بالذكر أن المتصوفة كما يخالفون العلم والعلماء وطلب الحديث , يخالفون كذلك إسناد الحديث الذي ليس هو إلا من قوائمه , فلا يقوم إلا به , رغبة في ترويج أباطيلهم وأضاليلهم , وزيغهم وضلالهم كذبًا على نبي الله , وزورًا على رسوله صلوات الله وسلامه عليه كيلا يعرف الحق من الباطل , والصدق من الكذب , ويميز الصحيح من السقيم , وعلى ذلك نرى أن كتب أكثرهم مليئة بالأحاديث الموضوعة والروايات المختلقة المزورة المكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كُتُب الغزالي فيلسوف الإسلام وفقيه المسلمين , ولما سئلوا عنها وعن مواردها ورواتها قالوا: روينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام أو في اليقظة , مدَّعين تصحيحها عن النبي صلى الله عليه وسلم أو

[1] انظر ((قوت القلوب)) لأبي طالب المكي ج2 ص236.
[2] ((ايقاظ الهمم)) لابن عجيبة الحسني ص 97 ط مصطفى البابي الحلبي الطبعة الثالثة 1402هـ.
[3] انظر ((الرسالة القشيرية)) ج1 ص118 , ((طبقات الأولياء)) لابن الملقن ص127 , ((حياة القلوب)) للأموي ص 292 , ((اليواقيت والجواهر)) للشعراني ج2 ص93 , ((تنبيه المغتربين)) للشعراني ص6 , ((جمهرة الأولياء)) للمنوفي ج2 ص 149 , ((شرح كلمات الصوفية)) لمحمد الغراب ص 207.
اسم الکتاب : دراسات في التصوف المؤلف : إحسان إلهي ظهير    الجزء : 1  صفحة : 133
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست