اسم الکتاب : دراسات في التصوف المؤلف : إحسان إلهي ظهير الجزء : 1 صفحة : 131
هذا , ولم يكتم بعض منهم , حيث صرحوا بمخالفة طلب ذلك العلم الشريف, علم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتفقه في الدين, حتى إنهم نقلوا عن أبي سليمان الداراني أنه قال:
" من طلب الحديث فقد ركن إلى الدنيا " [1].
وروي عن رابعة البصرية أنها كانت تجعل إيثار كتب الحديث والإقبال على الناس من أبواب الدنيا [2].
ورووا عن بشر بن الحارث الحافي أن سبب تركه طلب الحديث أنه سمع أبا داود الطيالسي يحدث عن شعبة أنه كان يقول:
" الإكثار من طلب الحديث يصدّكم عن ذكر الله وعن الصلاة , فهل أنتم منتهون؟!
فلما سمعه منه قال: انتهينا انتهينا.
ثم ترك الرحلة في طلب الحديث , وأقبل على العبادة [3].
ونقلوا عن الجنيد أنه كان يقول:
" أحب للصوفي أن لا يقرأ ولا يكتب , لأنه أجمع لهمّه وأحبّ للمريد المبتدي أن لا يَشغل قلبه بهذه الثلاث وإلا تغيّر حاله: التكسب , وطلب الحديث , والتزوّج " [4].
ومثل ذلك نقلوا عن أبي بكر نصر بن أحمد الدقاق - وكان من أقران الجنيد - أنه قال:
" آفة المريد ثلاثة أشياء: التزويج , وكتابة الحديث , ومعاشرة الضد " [5].
وروى الصوفية عن سفيان الثوري أنه كان يقول:
" ليس طلب الحديث من عدة الموت , لكنه علة يتشاغل بها الرجل " [6].
كما رووا عن بشر بن الحارث أنه سأله رجل أن يحدثه فأبى عليه , فجعل يرغبه [1] انظر ((قوت القلوب)) لأبي طالب المكي ج 2 ص 152. [2] انظر أيضًا ((قوت القلوب)) لأبي طالب المكي ج 2 ص 57. [3] ((غيث المواهب العلية)) في شرح الحكم العطائية للنفري الرندي ج2 ص 145. [4] ((قوت القلوب)) لأبي طالب المكي ج 1 ص 267 ط دار صادر بيروت. [5] ((الطبقات الكبرى)) لعبد الوهاب الشعراني ج 1 ص88. [6] ((غيث المواهب العلية)) ج 2 ص 147.
اسم الکتاب : دراسات في التصوف المؤلف : إحسان إلهي ظهير الجزء : 1 صفحة : 131