على كل فإن الصوفية مع ادعائهم بأن طريقتهم مبنية على الكتاب والسنة ومتقيدة بهما لا يبالون بمخالفة أوامر الشرع ونواهيه , وبل وأنهم يحكمون بما يخالف الشريعة التي جاء بها محمد صلوات الله وسلامه عليه , وستأتي أمثلة ذلك في الباب التالي , ادعاء بأنهم لا يفعلون شيئا إلاّ إذا أمروا كما قال ظهير الدين القادري:
" أنا لا أفعل شيئا إلا إذا أمرت " [5].
والأمر من الله يكون أحياناً بالمخاطبة على لسان الهاتف كما يصرّح بذلك ابن عجيبة الحسني حيث يقول:
" وتكون أيضاً مخاطبات على ألسنة الهواتف الكونية , فيسمع العارف منها كل ما يحتاج إليه , وهذا أمر مجرب لمن ذاق الفهم عن الله وفي ذلك يقول القشيري:
أنا بالله أنطق
ومن الله أسمع (6)
وأحيانا يكون الأمر والنهي بنزول الملك كما يبين ذلك عبد العزيز الدباغ بقوله:
" إن الولي ينزل عليه الملك بالأمر والنهي " [7]. [1] مناقب العارفين (فارس) لشمس الدين أحمد الأفلاكي العارفي ج 1 ص 412 طهران 1362 هـ. [2] الأخلاق المتبولية للشعراني ج 1 ص 258. [3] أيضاً. [4] الوصية الكبرى للأسمر الفيتوري ص 55. [5] أنظر الفتح المبين لظهير الدين القادري ص 40 ط.
(6) الفتوحات الإلهية لأحمد بن محمد بن عجيبة الحسني ص 255 ط عالم الفكر القاهرة. [7] الإبريز للدباغ ص 151 طبعة قديمة مصر.
اسم الکتاب : دراسات في التصوف المؤلف : إحسان إلهي ظهير الجزء : 1 صفحة : 119