اسم الکتاب : رسالة الشرك ومظاهره المؤلف : الميلي، مبارك الجزء : 1 صفحة : 412
الله، ففي الكتاب الإِقسام بالطور والنجم والشمس والقمر والليل والنهار وغيرهن، وثبت أنه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: «أَفْلَحَ وَأَبِيهِ إِنْ صَدَقَ» [225]. أخرجه أبو داود وغيره.
• حكمة ما في الكتاب من الإِقسام بالمخلوق:
فأما ما ورد في الكتاب، فقال الأمير في " حاشيته على مجموعه ": " وإقسام الله تعالى بالنجم ونحوه، لأن له أن يقسم بما شاء، وبأسراره التي يعلمها في أفعاله؛ تنبيهاً على عظمتها، ولسريان سر الحق فيها، من غير حلول ولا اتحاد، فإنها مظاهره مع تنزهه كما يُعلم ". [225] شاذ بهذا اللفظ: أخرجه مسلم (1/ 41/ 11)، وأبو داود (392 و3252)، والدارمي (1/ 370 - 371)، وابن خزيمة (1/ 158/ 306) من طرق عن إسماعيل بن جعفر عن أبي سهيل عن أبيه عن طلحة ابن عبيد الله مرفوعاً، وزادوا، " أَوْ (وليست عند أبي داود) دخل الجنة وأبيه إن صدق ".
وهو بهذا اللفظ بزيادة: " وأبيه " شاذ مخالف! للرواية المحفوظة: «أَفْلَحَ إِنْ صَدَقَ»، أخرجه البخاري (1/ 106/ 46 و5/ 287/ 2678)، ومسلم (1/ 40 - 41/ 11)، وأبو داود (391)، والنسائي (1/ 226 - 228 و8/ 118 - 119)، وأحمد (2/ 363/ 1390)، وابن الجارود (1/ 145 /144)، وابن حبان (5/ 11 - 12/ 1723 و8/ 53 - 54/ 3262)، والبيهقي (1/ 361 و2/ 8 و466 و467) وغيرهم، من طرق كثيرة عن مالك- وهذا أخرجه في " الموطأ " (1/ 357 - 358/ 425) - عن عمّه أبي سهيل بن مالك عن أبيه عن طلحة بن عبيد الله به، وزاد بعضهم: «أَوْ دَخَلَ الْجَنَّةَ إِنْ صَدَقَ».
وتابعه إسماعيل بن جعفر: أخرجه البخاري (4/ 102/ 1891 و12/ 330/ 6956)، والنسائي (4/ 120 - 121) وغيرهما من طرق عنه عن أبي سهيل.
قال الحافظ أبو عمر بن عبد البر رحمه الله تعالى- كما في " الفتح " (11/ 533):
" هذه اللفظة [يعني: " وأبيه "] غير محفوظة، وقد جاءت عن راويها وهو إسماعيل بن جعفر بلفظ: «أَفْلَحَ وَاللَّهِ إِنْ صَدَقَ» ... وهذا أولى من رواية من روى عنه بلفظ: " أفلح وأبيه "، لأنها لفظة منكرة تردها الآثار الصحاح، ولم تقع في رواية مالك أصلًا ".
ثم وقفت على كلام ابن عبد البر هذا في " التمهيد " (14/ 367) بمعناه.
اسم الکتاب : رسالة الشرك ومظاهره المؤلف : الميلي، مبارك الجزء : 1 صفحة : 412