اسم الکتاب : رسالة الشرك ومظاهره المؤلف : الميلي، مبارك الجزء : 1 صفحة : 138
ولا يغير حكمه، وهل ينتفي الإِسكار أو الحرمة عن الخمر إذا سميتها ماء مطلقاً؟!
• صور العبادة عند العرب:
وإذا تصورنا معنى العبادة، فلنتعرف بعض صورها المعهودة عند العرب ...
ذلك أن عبادتهم لأصنامهم كانت بالمبالغة في تعظيمها، والبناء عليها، والطواف حولها، والتمسح بها، واتخاذ ما يذكر بها في منازلهم؛ فلا يسافر مسافرهم حتى يكون آخر ما يصنع في منزله التمسح بصنمه، ولا يقدم قادمهم حتى يكون أول ما يصنع إذا دخل بيته التمسح به أيضاً.
ومن صور عبادتهم لها زيارتها، والنذر لها، وجعل نصيب لها في حروثهم وأنعامهم، والذبح عندها، ثم قسم ما ذبح على الحاضرين، واستشارتها فيما ينوون إحداثه، ويعتقدون أنهم يكلمون منها، ووضع الأقداح عندها للاستقسام بها، وذلك من استشارتها؛ فإذا عزموا على عمل أو سفر، أو وقعت بينهم خصومة، كانت الحكومة للأصنام بواسطة الأقداح، فإذا استقسموا بها؛ عملوا على ما خرج منها، وانتهوا إليه.
ومن ضروب عبادتهم لها الحلف بها:
قال أوس بن حجر:
وَبِاللَّاتِ وَالْعُزَّى وَمَنْ دَانَ دِينَهَا … وَبِاللَّهِ إِنَّ اللَّهَ مِنْهُنَّ أَكْبَرُ
وقد حكى الله عنهم نذرهم في حروثهم وأنعامهم، فقال: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ سَاءَ مَا
اسم الکتاب : رسالة الشرك ومظاهره المؤلف : الميلي، مبارك الجزء : 1 صفحة : 138