[حكم دعوى النبوة بعد محمد - صلى الله عليه وسلم -]
قوله: (وكل دعوى النبوة بعده فغيٌ وهوى) هذا نفيٌ وإبطال لدعوى النبوة بعد النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهذا هو مقتضى أنه خاتم الأنبياء، فإذا علم بالضرورة أنه خاتم الأنبياء، فيعلم بالضرورة أن كل دعوى للنبوة بعده فهي دعوى باطلة، وهي من الغي ضد الرشد، ومن الهوى ضد الهدى.
فكل دعوى النبوة بعد مبعثه - صلى الله عليه وسلم - سواء كانت في حياته أو بعد مماته فهي دعوى باطلة، ومن يدعي النبوة بعد رسالته - صلى الله عليه وسلم - فهو من أكذب وأظلم الخلق قال الله تعالى: ((وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ)) [الأنعام: 93].
وقد ادعى النبوة في حياته - صلى الله عليه وسلم - مسيلمة الكذاب، والأسود العنسي [1]، وادعاها غيرهما بعده - صلى الله عليه وسلم -، وأخبر - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك في حديث ثوبان: (وإنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون كلهم يدعون أنهم نبي، وأنه لا نبي بعدي) [2] فكل من يدعي النبوة فهو كذاب، ولا نحتاج إلى أن ننظر في ما عنده إلا لبيان كذبه لمن قد يلتبس عليه أمره. [1] البخاري (3620 و 3621) ومسلم (2273 و 2274). [2] تقدم ص 91.