وهذا هو التعريف الذي اعتمده شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب «النبوات» [1].
إذًا؛ فالإرسال الشرعي فيه هذا التفصيل قال الله تعالى: ((وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ ولا نبي)) فأثبت الإرسال للنبي أيضا، فإذا ورد ذكر الأنبياء بإطلاق فإنه يشمل الرسل، وإذا ذكر الرسل بإجمال فإنه يشملهم كلهم.
فإذا جاء ذكر نبي ورسول فلا بد من هذا التفصيل، كما قال الله تعالى: ((تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض)) وهذا يشمل نوحا ومن بعده، وكذلك قول الله تعالى: ((ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض)) يشمل نوحا ومن بعده.
ولذا سمّى الله تعالى أنبياء بني إسرائيل رسلا: ((ولقد أتينا موسى بالكتاب وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس أفكلما جائكم رسولٌ بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم))
فإذا أردنا أن نصنف في ضوء التعريف المختار؛ فنوح، وهود، وصالح، وإبراهيم، ولوط، وشعيب، وموسى، وعيسى؛ هؤلاء رسل قص الله علينا أخبارهم مع أممهم.
وزكريا، ويحيى، وداود، سليمان وأيوب أنبياء.
وذهبت المعتزلة أن النبوة لا تثبت إلا بالمعجزات، مثل: عصى موسى، ويده، وغيرهما من الآيات، ومثل: انشقاق القمر لمحمد - صلى الله عليه وسلم -.
وهذا باطل؛ فإن من الأنبياء من لم يذكر الله لهم آيات، لكن قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (ما من الأنبياء نبي إلا أعطي ما مثلُه آمن عليه البشر) [2] فالنبوة تثبت بغير المعجزات، بأدلة من حال المُدّعي للنبوة، ومن حال ما جاء به، وما يدعوا إليه. [1] 2/ 714. [2] رواه البخاري (4981)، ومسلم (152) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.