وقوله: (من الذين خالفوا الجماعة، وحالفوا الضلالة، ونحن منهم براء، وهم عندنا ضلال وأردياء، وبالله العصمة والتوفيق)
هذه هي الحقيقة، فهؤلاء قد خالفوا جماعة المسلمين، التي هي الفرقة الناجية، (وحالفوا الضلالة) أي: لزموا الضلالة، واتبعوا أهواءهم، فهم أصحاب الأهواء؛ لأنهم حكموا عقولهم وقدموها على المنقول.
فأهل السنة منهم ومن بدعهم يتبرؤن، ويرون أنهم قد ضلوا وحادوا عن الصراط المستقيم بهذه المذاهب الباطلة.
نسأله سبحانه وتعالى أن يعافينا من المحدثات واتباع الأهواء، ونسأله تعالى أن يعصمنا منها، وأن يهدينا إلى صراطه المستقيم، وقد أوجب الله على عباده هذا الدعاء في كل ركعة من الصلاة {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 6 - 7] [1] وإن كان المراد بالمغضوب عليهم والضالين في الأصل اليهود والنصارى، فهذه الفرق منها ما يكون مشابها للمغضوب عليهم، ومنها من هو مشابه للضالين، كما قال بعض السلف: «من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود، ومن فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى» [2].
هذا، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، والحمد لله رب العالمين. [1] تقدم في ص 420. [2] نسبه شيخ الإسلام ابن تيمية وابن كثير إلى سفيان بن عيينة ـ رحمه الله ـ. مجموع الفتاوى 16/ 567، وتفسير ابن كثير 4/ 138.