والآخر مذموما، كالاختلاف بين المخطئ والمصيب، كما قال سبحانه وتعالى: {ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات، ولكن اختلفوا فمنهم من آمن، ومنهم من كفر}، فالاختلاف بين المؤمنين والكفار اختلاف تضاد، والحق والصواب في جانب المؤمنين.
وأما اختلاف التضاد الذي يكون بين علماء الأمة؛ فالحق أن المصيب من المجتهدين واحد، لكن المخطئ مأجور على اجتهاده كما في الحديث المشهور عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إذا حكم الحاكم فاجتهد، ثم أصاب، فله أجران، وإذا حكم فاجتهد، ثم أخطأ فله أجر» [1]، فكلهم محمود؛ المصيب منهم والمخطئ؛ لأنهم مجتهدون، طالبون للحق، محمودون على اجتهادهم، ولكنَّ الله تعالى يوفق من شاء للصواب، كما ذكر الله سبحانه وتعالى عن النبيين داود وسليمان ـ عليهما السلام ـ فقال: {وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين، ففهمناها سليمان، وكلاً آتينا حكماً وعلماً}، فشهد لهما جميعا، بالحكم والعلم» [2]. [1] رواه البخاري (7352)، ومسلم (1716) من حديث عمرو بن العاص - رضي الله عنه -. [2] ملخص من كلام شيخ الإسلام في اقتضاء الصراط المستقيم 1/ 149 - 155.