أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا: كذا وكذا، فَيُصَدَّقُ بتلك الكلمة التي سُمِعَت من السماء» [1].
والمقصود: أن مما يجب على المسلمين الحذر من تصديق هؤلاء ومن إقرارهم على ما يدعونه؛ بل يجب الإنكار عليهم، ومنعهم وكف شرهم، ومنع ذهاب الناس إليهم، وقد كثروا في هذا العصر، لكنهم إنما يكثرون في المواضع التي يغلب فيها الجهل وضعف الدين، فإذا غلب الجهل على الناس وضعف دينهم كثرت الشرور، وراج الباطل على الناس كما هو الواقع.
أما إذا ظهر العلم الشرعي وقوي سلطان الحق؛ اختفت هذه الشرور؛ لأن العلم يكشفها ويفضحها، وسلطان الحق يقمعها.
وقوله: (ولا من يدعي شيئا يخالف الكتاب والسنة وإجماع الأمة).
أي: ونحن أهل السنة لا نصدق من يدعي شيئا يخالف الكتاب والسنة وإجماع الأمة؛ بل كل من أدعى من يخالف كتاب الله تعالى وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - يجب الرد والإنكار عليه، وهذا يتناول ما يدعيه المتصوفة من الأحوال والقدرة والكشوف والدعاوى العريضة، كدعوى بعضهم أنه يسعه التدين بغير هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -!
والإيمان بكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - يستلزم رد كلما خالف ذلك، فلهذا قال الطحاوي: (ولا نصدق كاهنا ولا عرافا، ولا من يدعي شيئا يخالف الكتاب والسنة وإجماع الأمة). [1] رواه البخاري (4800).