وبقي هذا المذهب الملعون مذهب الرفض والغلو في علي - رضي الله عنه - وأهل البيت، واسمهم الذي يتسمون به قديما وحديثا: الشيعة.
والشيعة يقسمهم العلماء ثلاثة أقسام إجمالية [1]، وإلا فهم فرق كثيرة:
الأولى: الغلاة، وهم طوائف منهم: السبأية والقرامطة، والإسماعيلية، والنصيرية.
الثانية: الإمامية، ومنهم: الإثني عشرية، وهم كذلك طوائف.
الثالثة: ويعرفون بالمفضلة.
وهذه الأقسام الثلاثة كانت قد ظهرت في عهد علي - رضي الله عنه -، فالغلاة المؤلهون لعلي - رضي الله عنه -.
والطائفة الثانية: السبابة الذين يسبون أبا بكر وعمر، وكان رأسهم عبد الله بن سبأ، فلما بلغ عليا ذلك طلب قتله فهرب منه.
والثالثة: المفضلة الذين يفضلون عليا على أبي بكر وعمر لكنهم لا يسبونهما، وقد قال علي - رضي الله عنه -: (لا أوتى بأحد يفضلني على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري) [2].
وقد ذكر العلماء أن سبب تسمية الرافضة بهذا الاسم أن الشيعة الغلاة طلبوا من زيد بن علي بن الحسين أن يتبرأ من أبي بكر وعمر، فقال: كيف أتبرأ منهما وهما وزيرا جدي؟! فرفضوه فسموا: الرافضة [3]. [1] مجموع الفتاوى 4/ 407، ومنهاج السنة 3/ 470. [2] رواه في السنة عبد الله بن أحمد 2/ 562، وابن أبي عاصم في السنة (1291)، والبيهقي في الاعتقاد ص 504. [3] مجموع الفتاوى 4/ 435، ومنهاج السنة 1/ 35 و 2/ 96، والبداية والنهاية 13/ 106.