responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح العقيدة الطحاوية المؤلف : عبد الرحمن بن ناصر البراك    الجزء : 1  صفحة : 376
جاء في قصة بدء الوحي [1]، وثبت في الصحيح: «أن جبريل أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قَصَبٍ لا صَخَبَ فيه ولا نَصَبَ) [2]. وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «خير نسائها مريم بنت عمران وخير نسائها خديجة بنت خويلد» [3].
وفضَّل بعض أهل العلم عائشة؛ لأنها عاصرت الدعوة ونزول الشرائع، وتلقت وحفظت من العلم الذي جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم - ما لم تدركه خديجة، وجاء في فضلها مثل قوله - صلى الله عليه وسلم - لما قيل له: (من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة) [4] وجاء فيها الحديث الصحيح: (فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام) [5].
وجمع بعض أهل العلم بين القولين فقال: إن خديجة أفضل من وجه، فلها تأثير في أول الإسلام بنصر وتأييد النبي - صلى الله عليه وسلم - ومواساته، ولها منه المنزلة العالية، وهي أم أكثر أولاده، وكان - صلى الله عليه وسلم - يذكرها وينوه بها، حتى قالت عائشة - رضي الله عنه -: «ما غِرْتُ على أحد من نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - ما غرت على خديجة وما رأيتها، ولكن كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يكثر ذكرها، وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء، ثم يبعثها في صدائق خديجة، فربما قلتُ له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة! فيقول: «إنها كانت وكانت، وكان لي منها ولد». [6] وعائشة أفضل من جهة حمل العلم وتبليغه إلى الأمة وإدراكها من العلم ما لم تشركها فيه خديجة [7].

[1] رواه البخاري (3)، ومسلم (160) من حديث عائشة - رضي الله عنها -.
[2] رواه البخاري (3820)، ومسلم (2432) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
[3] رواه البخاري (3432)، ومسلم (2430) من حديث علي - رضي الله عنه -.
[4] تقدم في ص 366.
[5] رواه البخاري (3411) ومسلم (2431) من حديث أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه -.
[6] رواه البخاري (3818) ـ واللفظ له ـ ومسلم (2435).
[7] هذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم. مجموع الفتاوى 4/ 393، وبدائع الفوائد 3/ 1104وجلاء الأفهام ص 263.
اسم الکتاب : شرح العقيدة الطحاوية المؤلف : عبد الرحمن بن ناصر البراك    الجزء : 1  صفحة : 376
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست