[منهج أهل السنة في أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - وأهل بيته]
وقوله ـ رحمه الله ـ: (ومن أحسن القول في أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأزواجه الطاهرات من كل دنس، وذرِّيَّاته المقدسين من كل رجس، فقد برئ من النفاق).
هذا تأكيد لما سبق من قوله: (ونحبُ أصحابَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا نُفْرِطُ في حب أحد منهم، ولا نتبرأُ من أحد منهم، ونبغِضُ من يبغِضُهم، وبغيرِ الخيرِ يذكرُهم، ولا نذكرهم إلا بخير، وحبُهم دينٌ وإيمان وإحسان، وبغضُهم كفرٌ ونفاق وطغيان) [1] فإحسان القول في الصحابة يكون بذكرهم بفضائلهم، وبالترضي عنهم، وبمعرفة أقدارهم، وإحسان القول فيهم.
وقوله: (وأزواجه) عطف الأزواج على الأصحاب من عطف الخاص على العام، فإن أزواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لهن من الصحبة ما ليس لغيرهن من نساء المؤمنين؛ للعلاقة الزوجية.
وقوله: (الطاهرات) المنزهات البريئات من كل دنس يعيب شرفهن وفضلهن، وزوجات الرسول - صلى الله عليه وسلم - يشمل كل من مات عنهن وهن تسع، ومن ماتت وهي في عصمته - صلى الله عليه وسلم -، فهؤلاء كلهن أمهات المؤمنين، فمجموعهن إحدى عشرة: أولهن خديجة بنت خويلد وقد توفيت في حياته - صلى الله عليه وسلم - بمكة قبل الهجرة، وزينب بنت خزيمة أم [1] ص 356.