مقعده بالغداة والعشي، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، يقال: هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة) [1]، وفي حديث البراء - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن المؤمن يُفتح له باب إلى الجنة، فيأتيه من روحها وطيبها، ويفسح له في قبره مد بصره، وأن الكافر يفتح له باب إلى النار، فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه) (2)
وفي حديث صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - صلاة الكسوف أنَّ الصحابة رضي الله عنهم قالوا: يا رسول الله رأيناك تناولت شيئا في مقامك هذا ثم رأيناك كففت؟ فقال: (إني رأيت الجنة فتناولت منها عنقودا ولو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا، ورأيت النار فلم أرَ كاليوم منظرا قط) [3] وهذا يقتضي أنها حقيقة.
وفي الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لما خلق الله الجنة والنار أرسل جبريل إلى الجنة، فقال: انظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها، قال: فجاءها ونظر إليها وإلى ما أعد الله لأهلها فيها، قال: فرجع إليه قال: فوعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها، فأمر بها فحفت بالمكاره، فقال: ارجع إليها فانظر إلى ما أعددت لأهلها فيها، قال: فرجع إليها فإذا هي قد حفت بالمكاره، فرجع إليه، فقال: وعزتك لقد خفت أن لا يدخلها أحد، قال: اذهب إلى النار فانظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها فإذا هي يركب بعضها بعضا، فرجع إليه، فقال: وعزتك لا يسمع بها أحد فيدخلها، فأمر بها فحفت بالشهوات، فقال: ارجع إليها، فرجع إليها، فقال: وعزتك لقد خشيت أن لا ينجو منها أحد إلا دخلها} [4] ومثل [1] تقدم في ص 295.
(2) تقدم في ص 286. [3] رواه البخاري (1052)، ومسلم (907) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. [4] رواه أحمد 2/ 332، وأبو داود (4744)، والترمذي (2560) ـ وقال: حسن صحيح ـ والنسائي 7/ 3، وصححه ابن حبان (7394)، والحاكم 1/ 26من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - وقال الحافظ في الفتح 6/ 320: إسناده قوي.