والمقربون من الملائكة لم يطلعوا على سر القدر، فهذا يؤكد أن ذلك مما استأثر الله به واختص بعلمه، فسر القدر من الغيب المطلق؛ لأن الغيب نوعان:
غيب مطلق، وغيب نسبي.
فالغيب النسبي: الذي يعلمه بعض الخلق دون بعض، فهو غيب بالنسبة لمن لم يعلمه، وفي الدعاء المعروف: (أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك) [1]، فالسر القدري من الغيب المطلق الذي اختص الله به، لم يُطْلع عليه ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا؛ لأنهم لا علم لهم إلا ما علمهم الله: ((قَالُواْ سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا)) [البقرة: 32]، وقال تعالى: ((وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلَاً)) [الإسراء: 85]. [1] رواه أحمد 1/ 391، وابن حبان (972) والحاكم 1/ 509 من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه -، وقال الدارقطني في العلل 5/ 200: إسناد ليس بالقوي.