[إثبات الميثاق الذي أخذه الله على بني آدم]
وقوله: (والميثاق الذي أخذه الله تعالى من آدم وذريته حق).
الميثاق عهد مؤكد، قال الله تعالى: ((وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ)) [آل عمران: 187]، ((وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ)) [آل عمران: 81]، ((وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ)) [المائدة: 12].
الميثاق: العهد الذي أخذه الله على آدم وذريته يوم استخرجهم من ظهره مثل الذر، ثم استنطقهم فقال: ((أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى)) [الأعراف: 172]، وهذا الميثاق استُدِل له بقوله تعالى: ((وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ)) [الأعراف: 172] الآيات، واستُدِل له بأحاديث عديدة جاءت في المسند والسنن [1] وفيها: أن الله تعالى مسح ظهر آدم واستخرج ذريته أمثال الذر، وفي بعضها: أن الله استنطقهم ((وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ)) فقال: ((أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى)).
والأحاديث التي فيها استخراج ذرية آدم من ظهره كثيرة [2]، وبعضها [1] أحمد 1/ 44، وأبو داود (4703)، والترمذي (3075)، والنسائي في الكبرى (11190) وابن حبان (6166) والحاكم 1/ 27 من حديث عمر - رضي الله عنه -، ورواه أحمد 1/ 272، والنسائي في الكبرى (11191) والحاكم 1/ 27من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. [2] انظرها وبعض الكلام عليها في: الروح ص 245 وتفسير ابن كثير 3/ 501، والدر المنثور 3/ 598، وانظر: السلسلة الصحيحة (1623).