responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شفاء الضرر بفهم التوكل والقضاء والقدر المؤلف : البدراني، أبو فيصل    الجزء : 1  صفحة : 58
ليزيد الله رفع درجاتهم العلية بقتلهم مظلومين, وهذا الجمع مفهوم من الآيات لأن النصر والغلبة فيه الدلالة بالالتزام على جهاد ومقاتلة, ولا يرد على هذا الجمع قوله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ} الآية. أما على قراءة {قُتِلَ} بالبناء للمفعول فنائب الفاعل قوله: {رِبِّيُّونَ} لا ضمير نبي وتطرق الاحتمال يرد الاستدلال, وأما على القول بأن غلبة الرسل ونصرهم بالحجة والبرهان فلا إشكال في الآية والله أعلم .... انتهى).
المعنى الرابع: أن يكون الخبر خرج عاماً والمراد به البعض وهذا سائغ في اللغة فالحكم بنصر الرسل وغلبتهم على أعدائهم إنما هو للأكثر والمعظم، فلا مانع أن يكون فيهم من لا يُنصر على عدوه، بل يصيبه الأذى أو يُقتل؛ وذلك ابتلاء لهم يعظم به أجرهم، وترتفع به درجتهم عند ربهم.
قال ابن جرير رحمه الله في تفسيره لنصرة الرسل الواردة في الآية {إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا} (غافر: 51): (والوجه الآخر: أن يكون هذا الكلام على وجه الخبر عن الجميع من الرسل والمؤمنين، والمراد واحد، فيكون تأويل الكلام حينئذ: إنا لننصر رسولنا محمدا - صلى الله عليه وسلم - والذين آمنوا به في الحياة الدنيا، ويوم يقوم الأشهاد، كما بينا فيما مضى أن العرب تخرج الخبر بلفظ الجميع، والمراد واحد إذا لم تنصب للخبر شخصا بعينه. ... انتهى).
المعنى الخامس: أن جميع الرسل منصورون كما نطقت بذلك الآيات وهي على ظاهرها، وليس المقصود بالنصر هنا النصر في المعركة فقط، بل ذلك أحد معاني النصر وإلا فقد يكون نصرهم بأمور أخرى ذكرها القرآن الكريم ومنها:
1 - المنع والحفظ، فيكون نصرهم هنا بمنعهم من أعدائهم والحيلولة بين أعدائهم وبين ما يريدون، كما حصل ذلك لنبي الله صالح عليه السلام حين تآمر عليه تسعة من المفسدين ليقتلوه فأهلكهم الله وقومهم أجمعين، كما قال سبحانه وتعالى: "وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ، قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ، وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ، فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ".
وهكذا نجى الله عيسى عليه الصلاة والسلام من اليهود ومنعهم من قتله ورفعه سبحانه وتعالى إليه كما قال عز وجل:"وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً".
وكذلك نجى الله محمداً محمد صلى الله عليه وسلم من كفار قريش وقد أحاطوا بداره يوم الهجرة ووصلوا إلى الغار الذي اختفى فيه هو وصاحبه أبو بكر كما قال سبحانه:"إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا".
2 - العون على الأعداء كما قال سبحانه وتعالى:"وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ"، يعني نعينكم، والعون على الأعداء من النصر الذي أعطاه الله لرسله وأنبيائه على

اسم الکتاب : شفاء الضرر بفهم التوكل والقضاء والقدر المؤلف : البدراني، أبو فيصل    الجزء : 1  صفحة : 58
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست