اسم الکتاب : كتاب التوحيد المسمى التخلي عن التقليد والتحلي بالأصل المفيد المؤلف : العرباوي، عمر الجزء : 1 صفحة : 72
باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب
قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}.
ليس الإيمان بالظلم وهو خلط به والظلم هو الشرك بالله. الإيمان المصفى من الشرك هو الإيمان الذي يقبله الله من أهله، ويجزيهم عليه الجزاء الأوفى ويجعلهم في أمن وسلام يوم يكون الكافرون في فزع وكرب.
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان عليه من العمل. أخرجه الشيخان.
ومعنى لا إله إلا الله: طريقة القرآن في مثل هذا أن يقرن النفي بالإثبات فينفي ما سوى الله، ويثبت الاسم الشريف، وهذا هو حقيقة التوحيد النفي المحض ليس بتوحيد، وكذلك الإثبات بدون نفي، فلا يكون التوحيد إلا متضمنا للنفي والإثبات ...
من حقق التوحيد دخل الجنة: قال تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (سورة النحل) إن إبراهيم عليه السلام كان أمة وحده أي يعوض مجتمعا يؤمن بالله بين مجتمعات كلها على الشرك والكفر، وإن إبراهيم مع إيمانه قانتا لله أي خاشعا لله، وكان حنيفا أي مائلا عن طرق الضلال والكفر {وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} أي لم يشرك بالله أبدا وقال تعالى في (سورة المؤمنون): {إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ} ...
هؤلاء الذين ذكرتهم الآية الكريمة إنهم على صفات تؤهلهم لدخول الجنة، فهم من خشية ربهم وخوفهم منه على إشفاق دائم من أن يعصوا أو
اسم الکتاب : كتاب التوحيد المسمى التخلي عن التقليد والتحلي بالأصل المفيد المؤلف : العرباوي، عمر الجزء : 1 صفحة : 72