responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كتاب التوحيد المسمى التخلي عن التقليد والتحلي بالأصل المفيد المؤلف : العرباوي، عمر    الجزء : 1  صفحة : 52
فهذا الكتاب- أي كتاب الطبيعة- واقع تحت أنظار الناس جميعا ليس لأحد عذر إن هو أغلق حواسه، وختم على سمعه وقلبه، وجعل على بصره غشاوة كي لا يعرف الله، ولا يتعرف إليه، فمن فعل هذا أهدر آدميته وتنكر لإنسانيته وأسقط حسابه من عالم الناس، ودخل إلى عالم الحيوان الأعجم ...
إن منهج الشريعة الإسلامية في الدعوة إلى الله والإستدلال عليه، والتعرف عليه هو هذا المنهج الفطري الذي سلكه الإنسان، فقد دعا الإسلام إلى النظر في ملكوت السماوات، والأرض وجعل هذا النظر والتفكر هو المنهج القويم لمن يريد أن يعرف الله ويؤمن به. وقد أشار القرآن الكريم إلى أكمل الناس عقلا وأرشدهم سبيلا فقال سبحانه وتعالى: {وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} (سورة آل عمران) وقال أيضا مشيرا إلى أسرار حكمته وكمال قدرته: {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ * فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ} (سورة الغاشية) إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة البينة التي تدعو العقل إلى استعمال حقه في هذا الوجود الذي نشاهده.
آثار الله سبحانه وتعالى تتجلى لنا في هذا الوجود الذي تعمل فيه حواسنا وعقولنا دون أن تقع في مجال الحس والإدراك، ولهذا فرض الله سبحانه وتعالى معرفة ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله على العباد من خلال آثاره في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين للناس جميعا أنه الحق.
فبذلك نعرف الخالق العظيم.
فكيف يكون الموقف مع الخالق العظيم، والمصور المبدع وما أبدع وصور في هذا الوجود من المخلوقات التي لا تعد ولا تحصى، فماذا تأخذ، وماذا تدع؟ ومن أين تبدأ، وكيف تنتهي؟ فتجد نفسك بعد النظر في

اسم الکتاب : كتاب التوحيد المسمى التخلي عن التقليد والتحلي بالأصل المفيد المؤلف : العرباوي، عمر    الجزء : 1  صفحة : 52
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست