responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كتاب التوحيد المسمى التخلي عن التقليد والتحلي بالأصل المفيد المؤلف : العرباوي، عمر    الجزء : 1  صفحة : 162
الرسالة الإسلامية
إذا اختص الله سبحانه وتعالى نبي الإسلام محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه بأن يكون خاتم الأنبياء وأن رسالته مختتم الرسالات، فإن أعباء الرسالة التي حملها كانت أضعاف ما حمل الرسل من قبله لأنها رسالة تقف موقف التجمع والشرح والتحديد للرسالات كلها، ولأنها تواجه الحياة كلها، وتشرع للإنسانية كلها وتتسع لحاضر الزمان ومستقبله جميعا مهمة نبيلة، ورسالة كريمة، ولكنها محملة بأعباء ثقال تنوء الجبال بحملها إنها تمس الصميم من حياة كل إنسان. تمس عقيدته، وتمس ضميره ووجدانه، وتحمل قوى الهدم لأربابها وآلهته. وليس أعز على الإنسان من معتقده أيا كان مكانه من الضلال أو الهدى حتى يتخلى المرء عن حياته ولا يتخلى عن عقيدته.
وحين قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأداء الرسالة، واحتمل فيها ما احتمل من أذى- كان أول ما افتتح به رسالته، هو الدعوة إلى الله. حتى إذا آمن الناس به، وأقروا بوحدانيته جاء دور التشريع الذي ينظم حياة الإنسان الروحية والمادية ويحدد صلته بخالقه، وصلته بالمجتمع الإنساني الذي يعيش فيه ...
وقد اتخذت شريعة الإسلام أعدل الطرق، وأوضحها، وأكثرها فعالية في الوصول إلى الغاية التي قصدت إليها من الدعوة إلى الله، والتعرف إليه، فلم تشأ هذه الحقيقة أن تغرق الناس في لجج من الجدل الفلسفي، وفي تصورات من المنطق السقيم الذي لا يلد إلا خيالات وأوهاما، ولا ينتهي إلا إلى ظنون يضرب بعضها وجه بعض!
ولكن شريعة الإسلام غير هذا أنها جاءت إلى الناس كما هم. إنهم بشر لهم حدود لا يتجاوزونها، ولعقولهم مدى لا تتعداه، والبشر هم غالبة الناس وليسوا فلاسفة ... من أجل هذا لم تفتح شريعة الإسلام بابا للجدل في الله، ولم تستمع إلى الذين يدعونها إلى الخصومة في الله. بل قطعت عليهم الطريق، وفوتت عليهم ما يقصدون من صرف الدعوة عن غايتها

اسم الکتاب : كتاب التوحيد المسمى التخلي عن التقليد والتحلي بالأصل المفيد المؤلف : العرباوي، عمر    الجزء : 1  صفحة : 162
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست