اسم الکتاب : كتاب التوحيد المسمى التخلي عن التقليد والتحلي بالأصل المفيد المؤلف : العرباوي، عمر الجزء : 1 صفحة : 116
النبوة رحمة النبوة رحمة راحمة حيث كانت، وخير غدق حيث أصابت لأنها تحمل كلمة السماء إلى الناس محملة برحمة الله إلى عباده، موقرة بالخير لمن اتصل بها، وفتح قلبه لها ... فما بزغ في الناس نبي من أنبياء الله أو رسول من رسله إلا والناس منه في معرض الرحمة، وفي عارض ممطر بالرفد والخير العميم.
فبين يدي كل نبي نور يضيء دنيا الناس، ويكشف لهم معالم الطريق إلى الخير والحق. وعلى لسان كل كلمات ربانية ترسم للناس مناهج العمل لغايات الخير والسعادة يقول الله سبحانه {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ} (سورة الحديد).
ويقول سبحانه {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ}، ويقول تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا}، فأنبياء الله ورسله هم حجة الله على عباده أنهم يحملون إلى الناس أطواق النجاة حين تضطرب بهم سفينة الحياة وحين تنطمس أمامهم معالم الطريق إلى شطآن الأمن والسلامة، فمن استجاب لهم، وتناول ما في أيديهم من أضواء الحق وأطواق النجاة سلم ونجا وكان من الفائزين برحمة الله ورضوانه ومن أبى واستكبر أن يمد يده إلى هذا الحبل الممدود لنجاته واستنقاذه من الهلاك المطل عليه فلا يلومن إلا نفسه؟ ومن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها، إن أنبياء الله ورسله هم رحمة خالصة، لا أجر عليها، ولا من معها إنها من الله وإلى عباد الله {وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ} فما حملت دعوة نبي، أو رسالة رسول شيئا من شأنه أن يضيق به الناس، أو يشقوا به، أنها دعوة تحمل إلى الناس الحياة لأموات القلوب والهدى لضلالات العقول كما يحمل الغيث الحياة لصنوف الأحياء. وأما من شأنه أن يكون في الأحياء {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ
اسم الکتاب : كتاب التوحيد المسمى التخلي عن التقليد والتحلي بالأصل المفيد المؤلف : العرباوي، عمر الجزء : 1 صفحة : 116