responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصرع التصوف = تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي وتحذير العباد من أهل العناد ببدعة الاتحاد المؤلف : البقاعي، برهان الدين    الجزء : 1  صفحة : 199
وَزُلْزِلُوا} [يوسف: 214] الآية. إلى غير ذلك من آيات الكتاب الناطق بالصواب. وقال شخص للنبي: "إني أحبك، قال: فأعد للبلاء تجفافا1" وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من يرد الله به خيرا يصب منه2"، " أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل "، "يبتلى المرء على قدر دينه3" إلى أمثال ذلك, وهو كثير جدا, وأعجب من ذلك أن البيعة على الإسلام كانت -ليلة العقبة- على الصبر على المصائب، فإن العباس بن نضلة[4] رضي الله عنه قال لقومه قبل المبايعة يثبتهم على البيعة: "إن كنتم ترون أنه إذا نهكت[5] أموالكم مصيبة، وأشرافكم فتلا أسلمتوه فمن الآن، فهو والله إن فعلتم خزي الدنيا والآخرة، قالوا: فإنا نأخذه على مصيبة الأموال، وقتل الأشراف، فما لنا بذلك يا رسول الله إن نحن وفينا؟ قال: الجنة، قالوا: أبسط يدك، فبسط يده, فبايعوه6" على هذا فكانت

1التجفاف: آلة للحرب يلبسه الفرس والإنسان ليقيه الحرب، وجفف الفرس: ألبسه إياه "القاموس والنهاية".
2 رواه البخاري ومالك.
3 من حديث رواه الترمذي وابن ماجه والحاكم وابن أبي الدنيا، ولم لا نفهم في الحديث معنى آخر، هو أن أفضل الناس أشدهم بلاء في سبيل الله، من قولهم: أبلى فلان في الحرب بلاء حسنا, إذا أظهر بأسه حتى بلاه الناس وخبروه؟ أو يراد به ما يصيبهم من الناس من بلاء لاستلامهم في الدعوة إلى الله، والجهاد في سبيله. أقول: هذا لأنه ثبت في أذهان الناس أن الإيمان الصحيح صنو المصائب، وأن الله يدخر الرزايا للمخلصين من عباده.
[4] أنصاري خزرجي، شهد العقبة، وقيل: العقبتين، بل قيل: كان مع النفر الستة الذين لقوا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأسلموا قبل جميع الأنصار، خرج عباس رضي الله عنه إلى مكة، وأقام مع رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حتى هاجر إلى المدينة، فكان أنصاريا مهاجريا. قتل في أحد، ولم يشهد بدرا "أسد الغابة، الإصابة".
[5] يقال: نهكته الحمى، أضنته وهزلته، وجهدته، ونهكت الناقة حلبا: إذا لم تبق في ضرعها لبنا "القاموس والنهاية".
6 ص277 جـ1 سيرة ابن هشام على هامش الروض الأنف ط 1914.
اسم الکتاب : مصرع التصوف = تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي وتحذير العباد من أهل العناد ببدعة الاتحاد المؤلف : البقاعي، برهان الدين    الجزء : 1  صفحة : 199
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست