اسم الکتاب : مصرع التصوف = تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي وتحذير العباد من أهل العناد ببدعة الاتحاد المؤلف : البقاعي، برهان الدين الجزء : 1 صفحة : 132
العالمين من علو -وهو السماء- وسفل -وهو الأرض- إن كنتم موقنين1 فرعون عند الصوفية رب موسى وسيده:
ثم قال: "فلما جعل موسى المسئول عنه عين [صور] العالم[2] خاطبه فرعون بهذا اللسان -والقوم لا يشعرون- فقال [له] : {لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ} [الشعراء: 29] والسين في السجن من حروف الزوائد3" أي: لأسترنك، فإنك أجبت بما أيدتني به، أن أقول لك مثل هذا القول. فإن قلت لي: فقد جهلت يا فرعون بوعيدك إياي -والعين واحدة- فكيف فرقت؟ فيقول فرعون: إنما فرقت المراتب العين[4]. ما تفرقت [العين] ، ولا انقسمت في ذاتها, ومرتبتي الآن التحكم فيك يا موسى بالفعل، وأنا أنت بالعين، وغيرك بالرتبة5", ثم قال: "ولما كان فرعون في منصب التحكم
1 ص208 فصوص الحكم. [2] من أين جاء الزنديق بهذا البهتان؟ وجواب موسى مبدوء في كل مرة بتقرير ربوبية الله وحده!! ولكنها الجرأة الوقاح التي لا تحفل بدين ولا لغة ولا عقل، ولا عرف عام أو خاص.
3 بل السين في هذه الكلمة حرف أصلي، مثلها في ستر، وسبح, وسبك ولكن ابن عربي -وقد افترى على الله الكذب كله- لا يعجزه أن يفتري على اللغة. [4] في الأصل: العين بالضم على اعتبار أنها فاعل فرقت. وهو خطأ صوبته من الفصوص. ويزعم الزنديق أن موسى قال لفرعون: كيف تتوعدني، وأنت تعلم أن ذاتي هي ذاتك، وهويتي هويتك. لأني وإياك عين الذات الإلهية، وفي وعيدك إياي إشعار لي بأنك تفهم أني غيرك، فكيف تفرق بين الرب وبين نفسه؟ فقال فرعون: نعم أنا أنت يا موسى في الحقيقة لأننا عين الذات، غير أن الرب المتعين في له التحكم في هويته التي تعينت فيك، فأنا غيرك في الرتبة، وإن كنت أنا عينك في الحقيقة.
5 ص209 فصوص.
اسم الکتاب : مصرع التصوف = تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي وتحذير العباد من أهل العناد ببدعة الاتحاد المؤلف : البقاعي، برهان الدين الجزء : 1 صفحة : 132