اسم الکتاب : مفهوم الولاء والبراء في القرآن والسنة المؤلف : الشحود، علي بن نايف الجزء : 1 صفحة : 497
(يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ).
فكيف كانت إجابة قومه الجبناء، المتشبثون بالحياة الدنيا وزينتها؟!.
(قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ).
ولما يئس الكليم عليه السلام من استجابتهم، وعاين قسوة قلوبهم، وشدة عنادهم: (قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ).
لقد كانت تجمع بينه وبين قومه رابطة القومية الإسرائيلية، أما وقد كفروا بالله وتمرّدوا على سلطانه وأمره، فلتذهب تلك الرابطة إلى الجحيم، فلا ولاء للقومية، ولا ولاء للوطنية، ولا ولاء للشعوبية، إنما الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين.
أيها المسلمون:
وهذا نوحٌ عليه السلام، يدعو ابنه الفاسق الكفور، يدعوه إلى الإيمان في أحلك المواقف وأصعب الظروف، فالطوفان الجارف قد أتى على الأخضر واليابس محطماً في طريقة القرى الزروع:
(وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ * قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ).
فيخاطب نوح عليه السلام ربّه في شأن ابنه الغريق:
(وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ * قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ).
تأمل رعاك الله: (إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ).
فما دام أنه كافر، فإنه ليس أهلك، فإنّ العلاقة بينك وبين ابنك يا نوح هي علاقة الإيمان والعقيدة، فلا قيمة للنسب ولا وزن لقرابة قريب إن هو كفر برب العالمين.
اسم الکتاب : مفهوم الولاء والبراء في القرآن والسنة المؤلف : الشحود، علي بن نايف الجزء : 1 صفحة : 497