responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من مخازي الرافضة عبر التاريخ المؤلف : -    الجزء : 1  صفحة : 38
بِدُخُولِ بِلادِ المُسْلِمِينَ وَالتَّوطِينِ لهُمْ, مُفَضِّلِينَ استِيلاءَ النَّصَارَى عَلى بِلادِ المُسْلِمِينَ عَلى أنْ يَنْتَشِرَ مَذهَبُ السُّنَّةِ, وَيَظهَرُ السَّلاجِقَةُ, وَكانَ مِمَّنْ وَطَّنَ لهُمْ وَكَاتَبَهُمْ وَأرسَلَ لهُمْ, أَمِيرُ الجُيوشِ الفَاطِمِيُّ الأَفْضَلْ, وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ ابنُ الأثِيرِ:" إِنَّ أَصحَابَ مِصرَ مِنَ العَلَوِيَّينَ لَمَّا رَأَوْا قُوَّةَ الدَّولَةِ السُّلجُوقِيَّةِ, وَتَمَكُّنِهَا وَاستِيلائِهَا عَلى بِلادِ الشَّامِ إِلى غَزَّةَ, وَلم يَبقَ بَينَهُم وَبَينَ مِصرَ وِلايةٌ أُخرَى تَمنَعُهُم وَدُخُولَ الإِقسِيسِ إِلى مِصْرَ وحَصرَهَا, فَخَافُوا وَأَرسَلُوا إِلى الإِفرَنجِ يَدعُونَهُمْ إِلى الخُرُوجِ إِلى الشَّامِ لِيملِكُوهُ" [1].
ويَقُولُ الدُّكتُورُ مُصطَفَى العَنَانِيّ, نَقلاً عَن المُؤَرَّخِ اللاتِينِيَّ المُعَاصِرِ لِلحَملَةِ الصَّليبِيَّةِ الأُولى "كفَارُو الكَاسكِي": لِيَكُن مَعلُومَاً لدَى الجَمِيع الآن, وَفِي المُستَقبَلِ وَفِي عَهْدِ البَابَا "أُوربَان الثَّانِي" الطَّيبِ الذِّكرِ, أَنَّ الدُّونَ "جُون فرِيد" بِصُحبَةِ الكُونت "فرَاند لِينِيس" وَعَدَدٌ آخَرُ مِنَ النُّبَلاءِ وَالسَّادَةِ, الذِينَ رَغِبُوا فِي زِيَارَةِ ضَرِيحِ السَّيِّدِ المَسِيح -عَليهِ السَّلامُ- قَدْ ذَهَبُوا إِلى مَدِينَةِ "جَنَوَة" وَمِنهَا رَكِبُوا السَّفِينَةَ الجُندِيَّةَ المَعرُوفَةَ بِاسمِ "بُومِيلّا" لِيُبحِرُوا إِلى الإِسكَنْدَرِيَّةِ, وَلمَّا وَصَلَ الوَفدُ إِلى مِينَاءِ الإِسكَندَرِيَّة, اتَّجَهُوا بِصُحبَةِ الجُنُودِ الفَوَاطِمِ إِلى مِينَاءِ مَدِينَةِ بَيتِ المَقدِسِ -أَي يَافَا- وَعِندَمَا أَرَادُوا دُخُولَ المَدِينةَ عَبرَ بَوَّابَتِهَا, لِزِيَارَةِ ضَرِيحِ السَّيِّدِ المَسِيحِ رَفَضَ حُرَّاسُ المَدِينَةِ دُخُولَهُم إِلا أَنْ يَدفَعُوا الرُّسُومَ المَفرُوضَةَ عَليهِمْ حَسْبَ مَا هُوَ مُقَرَّرٌ كَالعَادَةِ, وَمِقدَارُهَا بِيزَنْطٌ وَاحِدٌ لِيتَمَكَّنُوا مِنَ الدُّخُولِ ".
ويُفَسِّرُ الدُّكتُورُ العَنَانِيُّ هَذَا الحَدَثَ بِقَولِهِ: "إِنَّ هَذِهِ الرِّحلَةَ التِي قَامَ بِهَا الأُمَرَاءُ الصَّلِيبِيُّونَ لَم تَأتِ مِنْ فَرَاغٍ, وَبِلا اعتِقَادَاتٍ وَاتِّصَالاتٍ مُسبَقَةٍ, بَينَ هَؤُلاءِ الأُمَرَاءِ الفَاطِمِيِّينَ في مِصرَ, فَلا يُعقَلُ أَن يَقُومَ هَؤُلاءِ الأُمَراءُ الصَّلِيبِيُّونَ بِزِيَارَةِ مِينَاءِ الإِسكَندَرِيِّةِ دُونَ أَن يَستَقبِلَهُمْ مَسؤُولُوا الأَمنِ فِي المِينَاءِ, وَدُونَ وُجُودِ اتِّصَالاتٍ سَابِقَةٍ وَتَرتِيبٍ سَالِفٍ, وَهَذَا يُؤَيِّدُ مَا قَامَ بِهِ الفَاطِمِيُّونَ مِنْ إرسَالِ جُندِ حِرَاسَةٍ اصطَحَبُوا السَّفِينَةَ "بُومِيلا" إِلى مِينَاءِ بَيتِ المَقدِسِ, وَكَانَ الهَدَفُ مِنْ ذَلِكَ حِمَايَةُ هَؤُلاءِ الأُمَرَاءِ مِنْ خَطَرِ السَّلاجِقَةِ, إِبَّانَ رِحلَةِ الذَّهَابِ وَالعَودَةِ مِنَ الإِسكَنْدَرِيَّةِ إِلى بَيتِ المَقدِسِ, التي استَغرَقَتْ أَكثَرَ مِنْ عَامَينِ.

[1] - الكامل في التاريخ - (9/ 13)
اسم الکتاب : من مخازي الرافضة عبر التاريخ المؤلف : -    الجزء : 1  صفحة : 38
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست