responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من مخازي الرافضة عبر التاريخ المؤلف : -    الجزء : 1  صفحة : 23
كُلَّ يومٍ أربعَ دراهِم، وكانَ قدْ رَأى ما عَمِلَهُ المُسْلِمونَ بأهْلِ الذِّمَّة، وإذَا رَأَى سَبْيَهُم يَقْدُمُ المَدينة يَبُقى من ذلك في نَفْسِهِ شَيء) انتَهى كًلًامُهُ رَحِمَهُ اللهُ [1].
ثُمّ ظَهَرَتْ ثَانِي جَرِيمَةٍ سِياسِيّةٍ مِنْ جَرَائِمِ الرّافِضةِ أَلا وهِي جَريمةُ مَقتَل الخَلِيفة عُثمان رَضِيَ الله عنه، بَعدَ بَثِّ الشُّبََهِ واستِثارَةِ الشَّعب ضِدَّه. لكِنْ هَذِهِ المرّة، الجَرِيمَة مُستَنِدَةٌ على مخطَّطٍ وفِكرٍ مُتَبلوِرٍ ونَاضِجٍ وأَكْثَرُ حِبْكَةً مِنْ سابِقَتها، عَلَى يَدِ المؤَسِّس الحَقِيْقِيِّ لمَذهَبِ الرَّفض، اليَهُودِيُّ بنُ سَبَأ. حَتى أنَّ فِرقَةً مِنْ فِرَقِ الرّافِضَةِ انْتَسَبَتْ لَهُ وسُمُّوا بِالسَبَأِيَّة، وعَبْدُ اللهِ بنُ سَبَأ [2] هَذا وإِنْ كَان يَتَبَرَّأ مِنْه الرّافِضَةُ اليومَ ظَاهِرَاً إِلا أنَّهُ يَرْسَخُ في أمَّهَاتِ كُتبِهمْ بَاطِنَاً. حَتَّى أنَّ المحقِّقِين مِنْ عُلمائِهِم أكًّّدُوْا أَنَّ هَذِهِ الشَّخصيةَ مُثْبتَةٌ فِيْ أُمّهاتِ كُتُبِ الرّافِضَة، بَلْ وفِي كُتُبٍ مُتنَوّعةٍ ومَصَادِرَ مُخْتلفةٍ، بَعضُها في كُتُب الرِّجَالِ وبَعْضُهَا في الفِقْهِ وبَعْضُهَا فِيْ الفِرَق. ومِنْ ذَلِكَ مَا جَاءَ فِيْ كِتَابِ [شَرحِ نَهْجِ البَلاغَة] مَا ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِيْ الحَدِيْدِ أَنَّ عَبْدُ اللهِ ابْنُ سَبَأ قَامَ إلَى عَليِّ وهُوَ يَخْطِب، ومِنْ كِتَابِ [الأنْوَارِ النُّعْمَانِيّةِ] مَا ذَكَرَهُ سَيِّدُهم "نِعمةُ الله الجَزَائريّ" قَالَ عَبْدُ اللهِ ابْنُ سَبَأ لِعلِيّ: "أنت الإله حقاً" [3].
ومَع أنَّ هَذا اليَهُوْدِيَّ الأَصْلَ، الرَّافِضِيَّ المَنْهَجِ والدَّعْوَةِ قَدْ نَجَحَ فِيْ بَثِّ الِفتَنِ وتَشْكِيْكِ النّاسِ في شَرعِيَّةِ خِلافَةِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، ومَعْ أنَّه تَمَّ وبإيْعِازٍ مِنْهُ قَتْلُ الخَلِيفَةِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْه، إِلا أنََّه لَمْ يَهْدَأ لَهُ بَالٌ بِذَلِك. لأنَّه حَقِيقَةً، لا يَقْصِدُ عَزْلَ أَمِيرٍ

[1] - مختصر منهاج السنة النبوية - (2/ 22) ومنهاج السنة النبوية - (6/ 248)
[2] - عبد الله بن سبأ: رأس الطائفة السبئية. وكانت تقول بألوهية علي. أصله من اليمن، قيل: كان يهوديا وأظهر الاسلام. رحل إلى الحجاز فالبصرة فالكوفة. ودخل دمشق في أيام عثمان بن عفان، فأخرجه أهلها، فانصرف إلى مصر، وجهر ببدعته. ومن مذهبه رجعة النبي صلى الله عليه وسلم فكان يقول: العجب ممن يزعم أن عيسى يرجع، ويكذب برجوع محمد! ونقل ابن عساكر عن الصادق: لما بويع علي قام إليه ابن سبأ فقال له: أنت خلقت الارض وبسطت الرزق! فنفاه إلى ساباط المدائن، حيث القرامطة وغلاة الشيعة. وكان يقال له " ابن السوداء " لسواد أمه. وفي كتاب البدء والتاريخ: يقال للسبئته " الطيارة " لزعمهم أنهم لا يموتون وإنما موتهم طيران نفوسهم في الغلس، وأن عليا حي في السحاب، وإذا سمعوا صوت الرعد قالوا: غضب علي! ويقولون بالتناسخ والرجعة. وقال ابن حجر العسقلاني " ابن سبأ، من غلاة الزنادقة، أحسب أن عليا حرقه بالنار. الأعلام للزركلي - (4/ 88) وتاريخ دمشق لابن عساكر (29/ 3) (3306)
[3] - كتاب لله ثم للتاريخ - (1/ 10)
اسم الکتاب : من مخازي الرافضة عبر التاريخ المؤلف : -    الجزء : 1  صفحة : 23
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست