responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين المؤلف : الزاملي، أحمد بن علي    الجزء : 1  صفحة : 68
قال النووي [1] - رحمه الله -: " أي مسلمين وقيل طاهرين من المعاصي وقيل مستقيمين منيبين لقبول الهداية وقيل المراد حين أخذ عليهم العهد في الذر وقال ألست بربكم قالوا بلى" [2].

ثانياً: الأدلة العقلية:
بين الشيخ عبد الرزاق: دليلاً من أدلة العقل وهو دليل التمانع فقال بعد قول الله تعالى {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (91)} المؤمنون: 91: "استخلص بعض العلماء من ذلك دليلاً سموه: دليل التمانع، استدلوا به على توحيد الربوبية. قالوا: لو أمكن أن يكون هناك ربَّان يخلقان، ويدبران أمر العالم لأمكن أن يختلفا بأن يريد أحدهما وجود شيء، ويريد الآخر عدمه، أو يريد أحدهما حركة شيء، ويريد الآخر سكونه. وعند ذلك إما أن يحصل مراد كل منهما، وهو محال. لما يلزمه من اجتماع النقيضين، وإما أن يحصل مراد واحد منهما دون الآخر فيكون الذي نفذ مراده هو الرب دون الآخر لعجزه، والعاجز لا يصلح أن يكون ربَّاً ([3]) " [4].
قال ابن أبي العز - رحمه الله -: "فالعلم بأن وجود العالم عن صانعين متماثلين ممتنع لذاته، مستقر في الفطر معلوم بصريح العقل بطلانه، فكذا تبطل إلهية اثنين. فالآية الكريمة موافقة لما ثبت واستقر في الفطر من توحيد الربوبية، دالة مثبتة مستلزمة لتوحيد الإلهية" [5].

[1] هو: يحيى بن شرف بن مُري بن حسن بن حسين الحزامي النووي، أبو زكريا، المشهور بالنووي، أحد أعلام الشافعية، من مؤلفاته: المجموع شرح المهذب، شرح صحيح مسلم، رياض الصالحين، توفي سنة 676 هـ.
ينظر: تذكرة الحفاظ للذهبي (4/ 1470)، طبقات الشافعية الكبرى (5/ 165)، الأعلام (8/ 149).
[2] شرح النووي على صحيح مسلم (17/ 197)، وينظر: التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، لأبي عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري (18/ 70 - 71).
[3] قَالُ المتكلمون: هذا الدليل العقلي جَاءَ به القرآن، وهم في الحقيقة أخذوه من علماء اليونان الذين كانوا يثبتون وجود الله بهذه الطريقة التي أغنانا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عنها.
[4] مذكرة التوحيد (30 - 32).
[5] شرح الطحاوية في العقيدة السلفية لابن أبي العز الحنفي (1/ 139)، وينظر: ودَرْءُ التَعَارُضِ (5/ 449 - 451) و (6/ 3 - 8)، ومنهاج السنة النبوية (2/ 85 - 88) و (3/ 156 - 157)، والقول المفيد على كتاب التوحيد لمحمد بن صالح العثيمين (1/ 4)، وقدم العالم وتسلسل الحوادث بين ابن تيمية والفلاسفة لكاملة الكواري (215 - 216)، شرح العقيدة الطحاوية لسفر بن عبدا لرحمن الحوالي (1/ 1072).
اسم الکتاب : منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين المؤلف : الزاملي، أحمد بن علي    الجزء : 1  صفحة : 68
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست