اسم الکتاب : منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين المؤلف : الزاملي، أحمد بن علي الجزء : 1 صفحة : 590
في التعريف بأهل السنة والجماعة وتميزهم عن الفرق.
أولاً: التعريف بأهل السنة والجماعة:
السنة في اللغة: السيرة والطريقة محمودةً كانت أو مذمومة.
قال ابن فارس - رحمه الله -: " السين والنون أصل واحد مطرد، وهو جريان الشيء واطراده في سهولة، والأصل قولهم: سننت الماء على وجهي أسنُّه سناً، إذا أرسلته إرسالاً ... ومما اشتق منه: السنة، وهي السيرة. وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: سيرته" [1].
قال ابن الأثير [2] - رحمه الله -: " وقد تكرر في الحديث ذكر (السنة) وما تصرف منها، والأصل فيها الطريقة والسيرة" [3].
أما السنة في الاصطلاح فلها عدة إطلاقات [4] والذي يهمنا هنا اصطلاح (السنة) حينما يقال: "أهل السنة" في مجال العقائد، خاصة لما حدث الافتراق في الأمة الإسلامية، يقول ابن رجب - رحمه الله -: " وعن سفيان الثوري - رحمه الله - قال: استوصوا بأهل السنة خيراً فإنهم غرباء" [5]، ومراد هؤلاء الأئمة بالسنة طريقة النبي - صلى الله عليه وسلم - التي كان عليها هو وأصحابه، السالمة من الشبهات والشهوات، ولهذا كان الفضيل بن عياض (6)
- رحمه الله - يقول: " أهل السنة من [1] معجم مقاييس اللغة (3/ 60، 61) مادة (سن)، وينظر: الصحاح للجوهري (5/ 1238 - 2140)، ولسان العرب (13/ 220 - 228). [2] هو: مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن عبد الكريم الشيباني الجزري ثم الموصلي، ولد سنة (544 هـ)، كان فقيهاً محدثاً أديباً نحوياً ورعاً عاقلاً، ذا برِّ وإحسان، توفي بالموصل - رحمه الله - سنة (606 هـ)، وله مصنفات بديعة منها جامع الأصول في أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -، والنهاية في غريب الحديث.
ينظر: وفيات الأعيان (4/ 7)، والسير (21/ 488)، وشذرات الذهب (5/ 22). [3] النهاية في غريب الحديث والأثر (2/ 223). [4] السنة لها اصطلاحات عدة: فعند المحدثين، ينظر: فتح الباري (13/ 245)، والسنة ومكانتها في التشريع الإسلامي للسباعي (ص 47)، ودراسات في الحديث النبوي للأعظمي (1/ 1)؛ وعند علماء أصول الفقه، ينظر: الموافقات للشاطبي (4/ 3)، والنهاية لابن الأثير (2/ 409)؛ وعند الفقهاء، ينظر: إرشاد الفحول للشوكاني (ص 31)؛ وتطلق في مقابل البدعة، ينظر: الموافقات (4/ 4)؛ وقد تطلق السنة على كل ما دل عليه دليل شرعي، ينظر: السنة للسباعي (ص 48)، والموافقات (4/ 4 - 6). [5] أحرجه اللالكائي في شرح السنة برقم (49).
(6) هو: الفضيل بن عياض بن مسعود أبو علي التميمي الخراساني، الإمام القدوة الثبت الزاهد العابد، أحد أعلام التصوف في القرن الثاني الهجري، ولد سنة (107 هـ) بسمرقند ونشأ بأبيورد، وسكن مكة حتى توفي بها سنة (187 هـ).
ينظر: سير أعلام النبلاء (8/ 421)، وتقريب التهذيب (ص 448)، طبقات الصوفية لأبي عبد الرحمن السلمي، (ص 22 - 27)، دار الكتب العلمية، ط 2003.
اسم الکتاب : منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين المؤلف : الزاملي، أحمد بن علي الجزء : 1 صفحة : 590