responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين المؤلف : الزاملي، أحمد بن علي    الجزء : 1  صفحة : 543
وبهذا يعلم أن أهل السنة والجماعة وسط في موالاة الصحابة ومن تبعهم بين الخوارج والروافض. وقد رد أهل السنة مذهب الخوارج والروافض بما تقدم من النصوص العامة في فضل الصحابة وبالنصوص الخاصة في فضل واحد أو جملة منهم" [1].
روى أصحاب السنن من طريق حذيفة بن اليمان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر) [2]، ومن ذلك ما رواه مسلم في صحيحه من طريق عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في شأن عثمان وتكريمه: (ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة) [3] ومنها ما رواه البخاري ومسلم من طريق سعد بن أبي وقاص أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لعلي بن أبي طالب: (أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي) [4] إلى غير هذا من الأحاديث الدالة على فضل الصحابة إجمالاً أو تفصيلا.
صار الناس مع صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طرفين ووسطاً [5].
فالخوارج جفت بعض الصحابة، وفرطت في حقهم، وكفرت علياً وعثمان - رضي الله عنهما -، والحكمين ومن رضي بالتحكيم، وتبرأت منهم [6].
أما المعتزلة فلم تجرؤ على القول بالتكفير وقالت بالتفسيق، وأن أحد الفريقين: فريق علي ابن أبي طالب أو معاوية بن أبي سفيان فاسق غير مقبول الشهادة، وزاد بعض المعتزلة بالتبرؤ من معاوية وعمرو بن العاص - رضي الله عنهما -، والتجرؤ على سب الصحابة جملة [7].

[1] مجموعة ملفات الشيخ عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله - (ص 19).
[2] أخرجه الترمذي في سننه، أبواب المناقب، باب مناقب عبد الله بن مسعود (5/ 672) وقال حديث حسن غريب من هذا الوجه، وصحيح الألباني إسناده في صحيح سنن الترمذي (3/ 230).
[3] أخرجه مسلم في كتاب الفضائل، باب من فضائل عثمان بن عفان - رضي الله عنه - برقم (2401).
[4] أخرجه مسلم في كتاب الفضائل، باب من فضائل علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - برقم (2404).
[5] ينظر: في هذا المعنى: المنتقى من منهاج الاعتدال في نقض كلام أهل الرفض والاعتزال وهو مختصر منهاج السنة لابن تيمية للذهبي (ص 74)، والسنة لعبد الله بن أحمد بن حنبل (1/ 222).
[6] الخوارج هم الذين يكفرون بالمعاصي، ويخرجون على ولاة الأمر، ويستحلون قتال المسلمين، وهم الذين خرجوا على عليّ ابن أبي طالب وقاتلهم بالنهروان.
ينظر: مقالات الإسلاميين لأبي حسن الأشعري (1/ 167)، والملل والنحل للشهرستاني (1/ 132)، والفرق بين الفرق للبغدادي (ص 50).
[7] ينظر: الفرق بين الفرق (ص 83)، والملل والنحل للشهرستاني (1/ 63)، وتأويل مختلف الحديث لابن قتيبة (ص 69)، مقالات الإسلاميين (1/ 235)، البرهان في عقائد أهل الأديان لعباس السكسكي (ص 49).
اسم الکتاب : منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين المؤلف : الزاملي، أحمد بن علي    الجزء : 1  صفحة : 543
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست