responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين المؤلف : الزاملي، أحمد بن علي    الجزء : 1  صفحة : 541
في قوله تعالى: {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (6)} سبأ: 6، قال: هم أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - [1].
وقال ابن عباس في قوله تعالى: {يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ} البقرة: 121، قال: يتبعونه حق اتباعه، يحلُون حلاله ويحرمون حرامه ولا يحرفونه عن مواضعه. وقال قتادة ([2]):
" هؤلاء أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - آمنوا بكتاب الله فصدقوا به وأحلوا حلاله وحرموا حرامه وعملوا بما فيه: وقال مجاهد: يعملون به حق علمه [3].
إن العلم الحقيقي والعلم النافع هو العلم الذي يعمل به صاحبه، وهذا كان حال الصحابة - رضي الله عنهم - وهكذا كان يربيهم نبيهم - صلى الله عليه وسلم -، ويصف ابن عمر رضي الله عنهما ذلك فيقول: لقد لبثنا برهة من دهر وأحدنا ليؤتى الإيمان قبل القرآن، تنزل السورة على محمد - صلى الله عليه وسلم - فنتعلم حلالها وحرامها، وأمرها وزجرها، وما ينبغي أن يوقف عنده منها، كما يتعلم أحدكم السورة، ولقد رأيت رجالاً يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان، يقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته ما يعرف حلاله ولا حرامه، ولا أمره ولا زاجره، ولا ما ينبغي أن يوقف عنده منه، وينثره نثر الدقل" [4].
ومن تتبع أقوال الصحابة علم عمق فهمهم، وسعة علمهم - رضي الله عنهم - وأرضاهم، كيف لا وهم خير القرون [5]، وقد أوصانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نتمسك بسنتهم في قوله - صلى الله عليه وسلم -: (... فإنه من يعش منكم يرى اختلافاً كثيراً، وإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة فمن أدرك ذلك منكم فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها

[1] ينظر: تفسير الطبري (22/ 44)، وهداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى لابن القيم (446).
[2] هو: قتادة بن دعامة بن عزيز بن سدوس أبو الخطاب السدوسي البصري الضرير الأكمه، حافظ العصر، وقدوة المفسرين والمحدثين، كان من أوعية العلم وممن يضرب به المثل في قوة الحفظ، توفي سنة 118 هـ.
ينظر: تهذيب التهذيب (8/ 351)، والشذرات (1/ 153).
[3] ينظر: تفسير الطبري (1/ 518 - 520)، الإيمان لابن مندة (1/ 364).
[4] كتاب الإيمان لابن مندة (1/ 369)، والدقل: هو رديء التمر ويابسه.
ينظر: النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير (2/ 127).
[5] ينظر: هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى لابن القيم (ص 456).
اسم الکتاب : منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين المؤلف : الزاملي، أحمد بن علي    الجزء : 1  صفحة : 541
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست