responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين المؤلف : الزاملي، أحمد بن علي    الجزء : 1  صفحة : 528
ومن أذية النبي - صلى الله عليه وسلم - سب أصحابه وقد أخبر أن إيذاءهم إيذاء له، ومن آذاه فقد آذى الله [1] وأي أذية للصحابة أبلغ من سبهم.
وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (58)} الأحزاب: 58.
{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ} الفتح: 29.
ووجه دلالة الآية على تحريم سب الصحابة - رضي الله عنهم - أنه لا يسبهم شخص إلا لما وجد في قلبه من الغيظ عليهم، وقد بين تعالى في هذه الآية إنما يغاظ بهم الكفار، فدلت على تحريم سبهم، والتعرض لهم بما وقع بينهم على وجه العيب لهم [2].
وقد جاءت الإشارة إلى تحريم سبهم في غير ما آية من كتاب الله تعالى.

ومن السنة: فقد جاءت النصوص القطعية الدالة على تحريم سبهم وتجريحهم أو الطعن فيهم والحطّ من قدرهم، ومن ذلك:
قوله - صلى الله عليه وسلم -: (لا تسبوا أصحابي، فو الذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مدّ أحدهم ولا نصيفه) [3].

[1] عن عبد الله بن مغفل قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله يوشك أن يأخذه" قال أبو عيسى: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات باب فيمن سب أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، برقم (3862)، وابن حبان في كتاب إخباره - صلى الله عليه وسلم - عن مناقب الصحابة برقم (7256)، وقد ضعفه الألباني في ضعيف تخريج الطحاوية برقم (471)، (673)، وفي السلسلة الضعيفة برقم (2901)، وفي ضعيف الجامع الصغير برقم (1160).
[2] ينظر: الجامع لأحاكم القرآن (16/ 296 - 297)، شرح السنة للبغوي (1/ 229)، عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة الكرام - رضي الله عنهم -، د. ناصر بن علي الشيخ (2/ 831 - 836).
[3] أخرجه مسلم في صحيحه من طريق أبي هريرة وأبي سعيد الخدري (1/ 1967 - 1968) برقم (2541).
اسم الکتاب : منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين المؤلف : الزاملي، أحمد بن علي    الجزء : 1  صفحة : 528
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست