اسم الکتاب : منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين المؤلف : الزاملي، أحمد بن علي الجزء : 1 صفحة : 450
[3] - الرسول - صلى الله عليه وسلم - كامل القدرة.
يبن الشيخ أن مثل هذه العبارة تحتملاً حقاً وباطلاً، فقال: "إن أريد بكمال قدرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - الكمال النسبي بالنظر إلى بني جنسه من البشر فهو مسلم به، وإن أريد به الكمال المطلق فهو باطل، وغلو في الرسول - صلى الله عليه وسلم - وتشبيه للمخلوق بالخالق؛ لأن الكمال المطلق في القدرة ونحوها من اختصاص الله جل شأنه، أما الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقدرته محدودة مستمدة من الله وليست له من ذاته؛ ولذا تفاوتت قوة وضعفًا في صحته ومرضه، وأمره الله أن يقول للكفار حين طلبوا منه الآيات {إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ} العنكبوت: 50، وأمره الله أن يقول لهم حينما استعجلوا العذاب: قال تعالى: {قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ} الأنعام: 58، إلى غير ذلك مما يدل على أنه عليه الصلاة والسلام ليس له الكمال المطلق قوة واقتدارًا وإنما ذلك إلى الله وحده، ومن ذلك الحديث الصحيح الذي فيه: إنه سقط عن فرسه وجحش شقه حتى صلى بالناس جالساً [1]، وحديث إصابته في غزوة أحد [2]، وفي ذهابه للطائف قبل الهجرة للدعوة إلى التوحيد، فعن ابن عباس ن أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (اشتد غضب الله على قوم أدموا وجه نبي الله - صلى الله عليه وسلم -) ([3])،
وفيه عن سهل بن سعد وهو يسأل عن جرح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (أما والله إني لأعرف من كان يغسل جرح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن كان يسكب الماء وبما دووي، قال: كانت فاطمة عليها السلام بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تغسله وعلي يسكب الماء بالمجن، فلما رأت فاطمة أن الماء لا يزيد الدم إلا كثرة أخذت قطعة من حصير فأحرقتها وألصقتها فاستمسك الدم) [4]. وكسرت رباعيته يومئذٍ وجرح وجهه وكسرت البيضة على رأسه، فلو كان له - صلى الله عليه وسلم - كمال القدرة لما قدر أحد من أعدائه على إيذائه بجرح وجهه وكسر رباعيته وكسر البيضة على رأسه" [5]. [1] ينظر: الحديث الذي أخرجه البخاري في كتاب الصلاة باب الصلاة في السطوح والمنبر الخشب برقم 378). [2] أخرجه مسلم في كتاب الجهاد، باب غزوة أحد برقم (1791)، والبخاري تعليقاً في كتاب المغازي، باب {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} آل عمران: 128 (3/ 1241). [3] أخرجه البخاري في كتاب المغازي باب ما أصاب النبي - صلى الله عليه وسلم - من الجرح يوم أحد، برقم (4074) .. [4] أخرجه البخاري في كتاب المغازي باب ما أصاب النبي - صلى الله عليه وسلم - من الجراح يوم أحد برقم (4075). [5] فتاوى اللجنة (1/ 453 - 455).
اسم الکتاب : منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين المؤلف : الزاملي، أحمد بن علي الجزء : 1 صفحة : 450