اسم الکتاب : منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين المؤلف : الزاملي، أحمد بن علي الجزء : 1 صفحة : 442
عطف الخاص على العام ولم يثبت في القرآن ولا في السنة الصحيحة أنه نور عرش الله، أما ما يروى من أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خلق من نور الله فهو حديث موضوع" [1].
ومن قال بأن نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - خلق من نور؛ فلا بد من أن يبين مراده وإلا فقوله هذا باطل من وجوه:
1 - أن القول بذلك ينافي بشرية نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، فإن البشر مخلوقون من التراب لا من النور، قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ (20)} الروم: 20. وقال - صلى الله عليه وسلم -: (خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم) [2].
فهذا خبر عام في جميع البشر، فتخصيص نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - بأنه خلق من نور يحتاج إلى مخصص، ولا مخصص [3].
2 - أن القول بذلك يفضي إلى بعض العقائد الفاسدة كاعتقاد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مخلوق من نور الله تعالى، وأن العالم كله خلق من نوره، وأنه أول المخلوقات، وأن خلقه متقدم على العرش والقلم، وقد التزم جماعة من القائلين بذلك بهذه العقائد [4].
3 - أن القول بذلك مأخوذ من بعض الفلسفات القديمة، والنظريات الفاسدة [5]. [1] فتاوى اللجنة (1/ 463)، وينظر: فتاوى اللجنة (1/ 466 - 467) فتاوى اللجنة (1/ 464). [2] أخرجه مسلم، كتاب الزهد والرقائق، باب في أحاديث متفرقة (4/ 2294) برقم (2996) من حديث عائشة - رضي الله عنها - به. [3] ينظر: مجموع الفتاوى (11/ 94 - 95)، فتاوى ابن عثيمين (1/ 333). [4] ينظر: الفتوحات المكية لابن عربي الطائي (1/ 119)، الإنسان الكامل لعبد الكريم الجليلي (2/ 46)، الإبريز لأحمد بن المبارك (ص 252). [5] ينظر: الجواب الصحيح (3/ 384)، حقيقة الصوفية لأول مرة في التاريخ لعبد الرؤوف القاسم (ص 280)، التصوف الإسلامي في الأدب والأخلاق لزكي مبارك (1/ 210، 279، 201)، الانحرافات العقدية عند الصوفية لإدريس محمود إدريس (1/ 393)، خصائص المصطفى بين الغلو والجفاء (100 - 109).
اسم الکتاب : منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين المؤلف : الزاملي، أحمد بن علي الجزء : 1 صفحة : 442