responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين المؤلف : الزاملي، أحمد بن علي    الجزء : 1  صفحة : 423
قال القرطبي - رحمه الله -: " اعلم رحمك الله أن عائشة - رضي الله عنها - قد أنكرت هذا المعنى واستدلت بقوله تعالى: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} النمل: 80، وقوله: {وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (22)} فاطر: 22، ولا تعارض بينهما، لأنه جائز أن يكونوا يسمعون في وقت ما أو في حال ما، فإن تخصيص العموم ممكن وصحيح إذا وجد المخصص، وقد وجد هنا بدليل ما ذكرناه [1]، وبقوله عليه الصلاة والسلام: (إنه ليسمع قرع نعالهم) [2]، وبالمعلوم من سؤال الملكين للميت في قبره وجوابه لهما وغير ذلك مما لا ينكر" [3].
وقال الشيخ محمد الشنقيطي - رحمه الله -: "والحاصل أن تأوّل عائشة ك بعض آيات القرآن لا تردّ به روايات الصحابة العدول الصحيحة الصريحة عنه - صلى الله عليه وسلم - ويتأكّد ذلك بثلاثة أمور:
الأول: أن رواية العدل لا تردّ بالتأويل.
الثاني: أن عائشة - رضي الله عنها - لما أنكرت رواية ابن عمر عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - إنهم ليسمعون الآن ما أقول قالت: إن الذي قاله - صلى الله عليه وسلم - (إنهم ليعلمون الآن أن الذي كنت أقول لهم هو الحق) فأنكرت السماع ونفته عنهم وأثبتت لهم العلم، ومعلوم أن من ثبت له العلم صحّ منه السماع كما نبّه عليه بعضهم.
الثالث: هو ما جاء عنها مما يقتضي رجوعها عن تأويلها إلى الروايات الصحيحة.
قال ابن حجر - رحمه الله -: ومن الغريب أن في المغازي لابن إسحاق رواية يونس بن بكير [4] بإسناد جيّد عن عائشة مثل حديث أبي طلحة وفيه (ما أنتم بأسمع لما أقول منهم)

[1] من حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - مع أهل القليب.
[2] أخرجه البخاري في كتاب الجمعة باب الميت يسمع خفق النعال برقم (1338)، ومسلم كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه وإثبات عذاب القبر والتعوذ منه برقم (2870).
[3] التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة (ص 181).
[4] هو: يونس بن بكير بن واصل الحافظ أبو بكر الشيباني الكوفي الحمال صاحب المغازي؛ قال ابن معين: صدوق، وقال أبو حاتم: محله الصدق، وقال أبو داود: ليس بحجة، قال الشيخ شمس الدين: مما ينقم عليه التشيع، وقال ابن معين: ثقة إلا أنه مرجئ، وقال العجلي: ضعيف الحديث، وروى له مسلم تبعاً، وروى له أبو داود والترمذي وابن ماجه.
ينظر: الوافي بالوفيات للصفدي (29/ 177).
اسم الکتاب : منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين المؤلف : الزاملي، أحمد بن علي    الجزء : 1  صفحة : 423
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست